هل للإعلام دورٌ في ارتفاع الأسعار؟

في برنامج صباح الخير الإذاعي الذي يُبث أثناء ذهاب الموظفين إلى أعمالهم، ويحظى بمتابعة كبيرة، استضاف البرنامج يوم الإثنين الماضي تاجر أغنام تحدث عن عديد من الأمور، من غلاء سعر الشعير إلى ارتفاع أسعار الأضاحي، إلى تصدير الأغنام إلى الدول المجاورة. تاجر الأغنام شكا من غياب الرؤية والمتابعة لدى كثير من الأجهزة المعنية بمعالجة هذه المشكلة، وأشار إلى أنه حينما يُقدِّم تجارُ الأغنام مقترحات لمعالجة وضع السوق يقابلون بعدم وجود صلاحية.
ضمن حديث ذلك التاجر تناول دور ما ينشر في وسائل الإعلام عن أسعار الأضاحي في رفع الأسعار، وقال إن ما ينشر عن ارتفاع الأسعار مبالغ فيه ويجعل المواطن يَقدُم إلى السوق وهو مهيأ لتقبل السعر مهما كان مرتفعا، وأشار إلى أن أسعار الأضاحي في السوق أقل مما يطرح في وسائل الإعلام، وساق عدة اقتراحات لمعالجة وضع السوق.
هذه المقابلة تكشف عدة أمور، منها أن هناك غياباً للمعلومة لدى بعض الجهات المسؤولة التي تكتفي بتقارير قد لا تعكس الصورة الحقيقية للسوق، والأمر الثاني غياب آلية تتيح للجهات المسؤولة تحديد متى يُسمح بتصدير سلعة من السلع، ومتى يجب إيقاف التصدير، لأنه ليس من المعقول أن تكون أسعار الأضاحي في بعض دول الخليج أقل منها في المملكة، وهذه المعلومة ساقها التاجر نفسه، في حين أن بعض دول الخليج تستورد الأغنام من المملكة.
الأمر المهم الذي يجب التوقف عنده هو دور الإعلام والنشر غير المسؤول في رفع الأسعار، فالمحرر الذي يرى في ارتفاع الرقم موجباً للنشر سيعمد إلى نشر أرقام مبالغ فيها دون إدراك لانعكاس ذلك على السوق، وقد يعمد إلى سؤال تاجر أغنام أو تاجر حطب عن توقعاته للسعر فيرفع السعر دون اعتماد على حقائق السوق، ثم يقوم المحرر بنشر السعر مع اختيار عناوين مثيرة تسهم في ترسيخ هذا الارتفاع.
فهل من المعقول أن نرى هذه الأيام عنواناً مثل ''البرد يرفع أسعار الحطب 150 في المائة في الرياض'' ونحن نعيش في الرياض، ونرى البعض لا يزال يستخدم أجهزة التكييف؟ أم أن البرد الذي رفع الأسعار لا يوجد إلا في مخيلة محرر الخبر، أو تاجر الحطب الذي مرر له هذه المعلومة؟
نقطة مهمة وهي أن مؤشر الأسعار يجب ألا يكتفى بنشره على موقع وزارة التجارة والصناعة على الإنترنت، وإنما ينشر في الصحف ليكون قريباً من المستهلك، وليحدث توازناً مع ما ينشر من أخبار وشائعات لا تستند إلى الواقع.
***
جهود أمانة منطقة الرياض تبدو جلية في كل مناسبة أو موسم، ومبادراتها كان لها دورٌ كبيرٌ في معالجة كثير من الأمور التي تهم المستهلك، وفي عيد الأضحى لهذا العام برزت جهود الأمانة، ومنذ وقت مبكر، حيث حددت 13 موقعاً لبيع الأضاحي في أماكن تغطي مختلف أجزاء مدينة الرياض، إضافة إلى الأسواق الرئيسة، كما زادت عدد المسالخ، وجهزت أكثر من 100 فرقة بيطرية للمراقبة والكشف على الذبائح، وهذا الاستعداد من الأمانة سيسهل على المواطنين والمقيمين أمورهم، كما سيخفف من الازدحام الذي تشهده أسواق الأغنام كل عام، وقد يُسهم في الحد من احتكار السوق، والاتفاق على سعر معين، كما كان يجري سابقاً بين باعة الأضاحي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي