الاحتفال بالمنجزات

أقرت جمهورية السنغال يوم التأهل إلى مونديال كوريا واليابان يوما وطنيا وإجازة عامة للدولة، كما قامت بالشيء ذاته العديد من الدول التي جعلت وصولها إلى كأس العالم عيدا وطنيا، كما أن هناك العديد من الأندية حول العالم تقيم احتفالات بمنجزاتها الداخلية والخارجية في تحقيق البطولات.
ومن هذه المنطلقات قررت إدارة نادي النصر إقامة حفل تكريمي "احتفال بمنجز" للفريق الذي شارك في أول كأس عالم للأندية أقيمت في البرازيل من 4 إلى 15 كانون الثاني (يناير) 2000، وهي فكرة رائعة، وفيها وفاء وتحفيز وتذكير، ذلك أن المشاركة في كأس أندية العالم بالنسبة للسعودية، ولاتحاد كرة القدم ولنادي النصر منجز حقيقي يضاف إلى إنجازات كرة القدم السعودية، وقمة الحضور والنجاح والإبداع أن تمثل القارة الآسيوية بعد تحقيق كأس السوبر الآسيوي، الذي جعل النصر الممثل الشرعي للقارة الآسيوية، وفقا لقرار اللجنة التنفيذية في الاتحاد حينها، وكان النصر في الموعد، حيث فاز على بطل إفريقيا (عندما عجزت أندية أخرى عن تحقيق ذلك على أرضها وبين جماهيرها)، وانهزم أمام ريال مدريد وكورنثاينس.
وهذه البطولة موثقة بشكل رسمي على موقع "فيفا"، وليست بطولة ودية أو خيالية أو أنها منجز مصنوع، بل هو منجز حقيقي تم عبر تصفيات طويلة وبطولات قارية جعلت التمثيل الآسيوي يصل إلى الأفضل والأقوى في حينها وهو النصر.
والحقيقة أنها لمست وفاء نادرا من الأمير فيصل بن تركي لمن أبدعوا وقدموا النصر العالمي، فأصبح هذا الكيان الكبير معروفا في تشيلي واليابان وفي جنوب إفريقيا وحتى الدنمارك لأنه مثل الصفوة من أندية العالم في تلك الفترة، قد يقول قائل إن النصر عليه أن يطور الفريق الحالي، ويقدمه للمنافسة وتحقيق البطولات، وهذا الكلام صحيح، وهو ما تسير عليه إدارة النادي حاليا، ولكن لا يمنع ذلك من الاحتفال بالمنجزات وخاصة إذا كان المنجز مثل تمثيل القارة الآسيوية في بطولة أندية العالم.

أطروحات
- لماذا لا يتعاون النصر والهلال، وهم الأشقاء والجيران في حي العريجا ومدينة الرياض من خلال تبادل المعلومات والنجاحات، فمثلا يستفيد الهلال من كيفية وصول النصر إلى كأس أندية العالم ومشاركته فيها كأول ممثل للقارة من خلال الاستعداد النفسي والبدني والفني والإعلامي لمثل هذه النوعية من البطولات الكبرى، وبالتالي يستفيد النصر من شقيقه الهلال في كيفية تناغم أعضاء الشرف مع الإدارة وتقديم الدعم المادي والمعنوي واللوجستي لها.
- لو أن الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم طلب إقامة مباراة نهائي الأندية الآسيوية في الرياض، ووصل فريقا سوننقنام الكوري وذوب آهن الإيراني للمباراة النهائية كما هو الحال الآن، فكيف سيؤمن الاتحاد السعودي 35 ألف متفرج داخل ستاد الملك فهد الدولي، كما هي شروط استضافة النهائي الآسيوي؟ مشكلتنا أننا نعتقد أننا وحدنا في الساحة، ولكن الحقيقة أننا لسنا كذلك.
- سبحان الله بقدرة قادر وبعد أن تحول تحقيق حلم العالمية إلى سراب، وتم تبسيط الموضوع وتسطيح المتلقي وصلنا إلى أن الدوري المحلي أهم من دوري أبطال آسيا!! واللي ما يطول العنب.
- مباراة ناشئين في دوري المناطق تنتهي في قسم الشرطة نتيجة لعدم قبول أحد الفريقين الهزيمة، هذه الثقافة المرفوضة في مجتمع كرة القدم, كيف نستطيع أن نثبتها في عقول أبنائنا وبعض الإداريين الذين يشحنون اللاعبين الصغار (تحت 17 عاما) لجعل التنافس الرياضي ليس شريفا؟؟
-الزميل الكاتب والناقد الرياضي عبد العزيز السويد ألجم في برنامج ساعة الصفر المشاركين بجرأته وأسلوب تفكيره وطرحه، وكان بالمرصاد لكل من حاول الإسقاط أو التبرير، مشكلة عبد العزيز أنه يظهر بشكل هادئ في أحاديثه، وهو ما يجعل البعض يعتقد أن ليس لديه ما يقوله، ولكن هدوءه هو الذي يسبق العاصفة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي