آن للعراب أن يلتفت لدقائق الأمور
بعثت إيميل لصديقي في الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا'' أسأله عن أمر ما ورد علي في إيميل إلكتروني (رد آلي خلال عشر دقائق)، يوضح أنه في إجازة، وأعطاني خمسة احتمالات يمكن من خلالها أن أتواصل مع المسؤولين في ''فيفا''، فكتب: إن أردت الإدارة القانونية فاتصل بفلان، وهذه تحويلته، وإن أردت لجنة الحكام فاتصل بفلان، وهذا هاتفه، وإن أردت لجنة الإعلام فاعمل كذا، وإن أردت كذا فقم بكذا ... وهذا الرد اعتدت عليه من عدد من مسؤولي ''فيفا''، وبعض الاتحادات القارية، والمتطورة، وهذا العمل الاحترافي ليس له مثيل لدينا، فإن أردت فعل الشيء نفسه لدينا فقد تحتاج إلى وقت أطول، وقد تحتاج إلى واسطة كي تصلك الإجابة، وقد تصل ناقصة.
عراب كرة القدم السعودية الأمير نواف بن فيصل، ومن قبله الأمير سلطان بن فهد رئيس اتحاد الكرة، يرغبان دون جدال في الأخذ بالتقنية، والتطور في كل مجالات اللعبة، ولهذا بحثا، ونقبا عن أسماء تستطيع قيادة الدفة في المرحلة المقبلة، وسوف تعطى اللجان الوقت الكافي حتى نهاية الفترة الانتخابية بعد عام ونصف، وعندها سيتم التقييم الداخلي من قبل المسؤولين، والخارجي من قبل وسائل الإعلام، فإذا أصبح أي متصل في الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم يصله نفس الرد الذي وصلني من صديقي (الفيفاوي)، فعندها نكون قد قفزنا قفزة هائلة، وعظيمة في مجال اللعبة، وإذا وصله نصف ما وصلني من رد، فعندها نكون قد قفزنا قفزة متوسطة، وإن كانت الإجابة التي سنجدها بعد عام ونصف هي الإجابة نفسها التي سنجدها الآن، فإن الأمير نواف سيقع في حرج شديد لثقته ببعض الأسماء التي لم تكن مؤهلة بالقدر الكافي، وإن كان الرد ـــ لا سمح الله ـــ أسوأ مما هو موجود الآن فعندها سنقول: دقي يا مزيكا.
أنا لا أطالب بأن نكون مثل ''فيفا'' في يوم وليلة، ولكنني أتمنى أن نتقدم بأي عدد من الخطوات، نتقدم بشكل ملموس وهذا ممكن في ظل الدعم اللا محدود الذي تجده الرياضة، وكرة القدم تحديدا من المسؤولين في الدولة، وبالأخص المسؤولين عن الرياضة، ولكن المهم أن البشر الذين يعملون تكون لديهم القدرات، والمؤهلات العلمية، والإدارية، والتقنية لتطوير أعمال الاتحاد.
أنا أعرف أن مثل هذه الأمور تعد تفصيلية دقيقة لا يجوز أن تكون محل اهتمام كبار المسؤولين، ولكنني أيضا أعرف أن مثل هذه الأمور تجعل الصورة، والنظرة للاتحاد السعودي تختلف، والشكليات مهمة جدا، وتعطي انطباعا بأن هناك محاولات للتطوير، وتغيير المضمون قد يحتاج إلى وقت طويل، أما الشكل فبالإمكان تنفيذه بشكل أسرع، والمتابع لبطولات كأس العالم، وآلية عمل ''فيفا'' يلاحظ بوضوح أهمية الشكليات في تنفيذ، وجمال، وسرعة أداء العمل.
ـــ للأسف هناك بعض ''الببغاوات'' لا يزالون يكررون كلاما غير صحيح بخصوص التطور، والتكنولوجيا في ''فيفا''، حيث يذكرون أن ''فيفا'' يستخدم الإيميل للمراسلات مع الاتحادات الوطنية، وهذا الكلام غير صحيح إطلاقا، ولا يزال الفاكس هو الوسيلة الرسمية بين ''فيفا''، و208 اتحادات وطنية، وكذلك بين الاتحاد الآسيوي، و46 اتحادا محليا، والاتحاد السعودي لا يزال يستخدم الآلية نفسها لأنها (كما يقول مسؤولو فيفا، وليس الخراطون)، أكثر أمانا، وسرية من غيرها، ولذلك أرجو ممن يرغب في الفلسفة عن الأشياء الدولية أن يعيدها إلى أصحابها وهم وحدهم يستطيعون توضيح الأمور.
ـــ من يحاسب أي إعلامي يهرف بما لا يعرف، ويتجاوز حدود النقد الهادف البناء إلى القدح في كل شيء حتى الأمور الشخصية؟
ـــ يبدو أن الإعلاميين النصراويين سيكون لهم بصمة قوية في الإعلام المرئي، كنتيجة طبيعية لما يملكه إعلاميو هذا الكيان من ثقافة، وفكر، وعلم، وأسلوب إعلامي متميز جعلت كثيرا من القنوات تبحث عنهم بعد أن عانوا من الاضطهاد في الإعلام المقروء.
خبير معتمد في الاتحاد الدولي