عالم الأفكار

تدور في أذهان الجميع منا ودون استثناء عديد من الأفكار والمشاريع والمقترحات المعطلة، العشوائية وغير العشوائية، التي تزيد مع مرور الأيام، والكل يرغب في ترجمة هذه الأفكار والمشاريع والمقترحات وتحقيقها على أرض الواقع بسرعة اليوم قبل الغد، ولكن مع الأسف تجد نفسك معطلاً أو غير قادر على تحقيق ما تريده بسبب أو بغير سبب، وتراوح في مكانك، ولا تنجز الكثير من هذه الأفكار والمشاريع كما يجب أو كما تريد، لذا فإن قائمة هذه الأفكار والمشاريع والمقترحات بدلاً من أن تنقص تجدها تزداد، وتبعاً لذلك تجدك وقد وقعت تحت ضغوطات داخلية مصدرها نفسك اللوامة التي بين جنبيك، توبخك وتؤنبك على أنك لم تتقدم أي خطوة للإمام في إنجاز وتحقيق ما تريد تحقيقه على أرض الواقع.
ولو تتبعنا الأمر، لوجدنا أن المشكلة والعائق والمانع الرئيس لعدم التنفيذ يكمن في التردد والتأجيل والتسويف الذي عادة لا يتم تحديده بزمان أو مكان، إضافة إلى بعض الظروف المحيطة المؤثرة، مثل كثرة مشاغل الحياة والنسيان.. إلخ، فنجد تزاحم عدد الأفكار في أذهاننا، فكل فكرة تحل محل الفكرة الأخرى التي سبقتها، وبذلك نكون قد قربنا فكرة ونسينا الأخرى وهكذا دواليك، وبطريقتنا هذه نكرر المشكلة نفسها، حيث يحدث تزاحم لعدد الأفكار وتمتلئ الأذهان بالأفكار والمشاغل التي تنتظر التنفيذ على أرض الواقع غير مفرقين بين الغث والسمين أو الهام والمهم، فنقدم المهم على الأكثر أهمية وهكذا، ومحصلة ذلك هدر الوقت وتضييع للفرص والمصالح وعدم القدرة على التركيز الناتج عن فقدان عنصري التخطيط والتنظيم، بسبب حالة التشتت والاختلاط والزحمة الذهنية داخل الأذهان.
وفي اعتقادي أنه من الحلول الناجحة التي تساعد على حل هذا النوع من الإشكالية والتخفيف من تجمع عديد من الأفكار في الأذهان، يكمن في سرعة تنفيذ الأفكار السهلة البسيطة بمجرد أن تطرأ على خاطرك، طالما أنها فكرة جديرة بالاهتمام، بعدها ستشعر بقيمة إنجازك، حيث سينتابك شعور داخلي ينبعث من داخلك يحثك ويشجعك على عمل المزيد وتنفيذ الأفكار والمقترحات الممكنة، مقتدياً بالحكمة القديمة بألا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.

وقفة
عالم الأفكار هو عالم مفتوح لا يرتبط بحدود زمنية أو مكانية ينطلق فيه العقل دون ضوابط أو قيود ليصل إلى الفكرة، ثم يقف ولا ينزل بها إلى أرض الواقع إلا إذا كان الظرف الزماني والمكاني والنسق والمحيط الإنساني مناسب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي