زوجي يغار من نجاحي
طالعت منذ فترة، شكوى بعثت بها إحدى القارئات لزاوية الاستشارات في إحدى المجلات تقول فيها: «تقلدت منصبا كبيرا في إحدى الشركات الكبرى، ويبدو أن زواجي الذي تخطى 15 عاما مهدد بالانتهاء لأن زوجي يجد مشقة في تقبل فكرة العيش مع امرأة ذات نفوذ ومكانة».
ولقد أعجبني رد الاستشارية المسؤولة عن الزاوية ذو الأسلوب الحكيم فأجابتها: «لا أعتقد أن المشكلة هي في عدم تقبل الزوج نفوذ ومكانة زوجته، بل ربما تتمثل مشكلة هؤلاء الرجال، في أن زوجاتهم ذات المكانة لا تعرف كيف تصبح امرأتهم وحسب عند عودتها للبيت».
أتفق إلى حد كبير مع رأي الاستشارية السابقة لأنني أعتقد أن طموح المرأة أو قرارها أن تكون مديرة أو مهندسة أو طبيبة لا يمثل اختلافا كبيرا لزوجها طالما بقيت امرأته، ويفوت فهم ذلك على الكثير من النساء في يومنا هذا، والغريب أن العديد منهن يفضلن أن يراهن الرجل بوصفهن ذوات منصب عالي النفوذ أكثر من أن يراهن نساء يتسمن بتلك السمات التي تعد طبيعية بالنسبة لكل امرأة ويتوق إليها كل الرجال.
وحين يتأكد الرجل بأن له مكانة لدى زوجته «ذات النفوذ و المكانة» وتعرف هي ذلك أيضا فإن كلا منهما سيستخرج من الآخر أفضل ما لديه، وسيستمتعان بالحياة أكثر مع تزايد شعور كل منهما بأهمية وجوده في حياة الآخر، فكم من الجهود والوقت تم إهدارها في محاولة للقضاء على حقيقة طرفي الأنوثة والذكورة، حيث صار كل من الرجال والنساء يخشون ويعادون الاعتراف بسرورهم في أن يكون كل منهما على طبيعته وأن كلا منهما مكمل للآخر.
إن عقد الزواج يتضمن التلميح بأن حياة شخصين اندمجت لتكون حياة واحدة، لكن الخطأ الأكبر في أي علاقة زوجية هو التركيز أكثر من اللزوم على معيار «تسجيل الأهداف واحتساب النقاط»، فلا يفترض أن يكون شريك الحياة شخصا نتنافس معه على جذب الانتباه والسلطة، لكن سر العلاقة الزوجية الناجحة يتحقق في التقليل من استخدام كلمتين خطيرتين هما «أتوقع» و»أستحق»، ويبدو أننا نعيش زمانا يتسم أفراده بالأنانية، فلقد أصبح الناس أكثر تشبثا بحياتهم المهنية واهتماماتهم الخاصة من أسرهم وأطفالهم، لكن ملاحقة الأهداف المهنية والشخصية وإرضاء الأنا دون الالتفات لتأثير ذلك في شريك الحياة أو الأسرة لا يؤدي إلا لطرق مسدودة، والرجال الذين يقومون بهذا عادة ما ينتهون بأزمات قلبية ومشكلات زوجية، كما أن النساء اللاتي يفعلن ذلك ينتهين بأزمات نفسية وأسر مهدمة.