موجز لأهم ما ورد في الإعلان

ختمنا في الحلقة السابقة آخر مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المكون مـن 30 مادة وله ديباجة (مقدمة) تتكون من ثماني فقرات توضح أهمية ذلك الإعلان والرسالة التي يحملها للدول والشعوب، وقد صدر ذلك الإعلان في 10 كانون الأول (ديسمبر) 1948م وكان من أهم دوافع صدور الإعلان المآسي والمصائب التي تعرض لها الإنسان في الحروب الطاحنة والمجازر التي وقعت في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا وخاصة الحرب الأهلية الأمريكية والثورة الفرنسية والحرب الروسية والحرب العالمية الأولى، وعلى وجه الخصوص العالمية الثانية التي أزهقت الأرواح وأهلكت الحرث والنسل وبلغ ضحاياها ما يقارب 37 مليون نسمة! ولعلنا هنا نوجز عن:
صفة الإعلان ومراميه:
يعتبر أهم وثيقة عالمية أصدرتها الأمم المتحدة لحماية وتعزيز حقوق الإنسان وخاصة الحقوق الرئيسة منها، والإعلان يعتبر المثل الأعلى لحماية حقوق الإنسان المشترك بين الدول والشعوب، ويلاقي التقدير والاحترام العالمي.
الإعلان يشتمل على مجموعة من الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
من أجل تفعيل وتطبيق الإعلان يجب أن يُدرّس في المدارس ليتم استيعابه وفهمه ثم تطبيقه، ويجب متابعة تنفيذه من قبل الدول ومؤسسات المجتمع المدني، وخاصة تلك المؤسسات التي تعمل في مجال حماية حقوق الإنسان مثل هيئة وجمعية حقوق الإنسان في المملكة بجانب المفكرين والكتاب المحترفين والحقوقيين والمحامين الذين يدافعون ويعززون تلك الحقوق.
إن نشر ذلك الإعلان على الناس، وما أمكن من الملاحق المتعلقة به والاهتمام بثقافة حقوق الإنسان بصفة عامة، كل ذلك يؤدي إلى فهم واستيعاب وتطبيق تلك الحقوق وخاصة إذا تم استيعابها واحترامها من قبل الجهات المسؤولة، وبالأخص الحكومية، وتلك الجهات التي تتعامل يومياً مع حماية حقوق الإنسان مثل المحاكم ومجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل والدوائر التابعة لوزارة الداخلية مثل إدارة السجون، ووزارة الإعلام والجمعيات والهيئات الحكومية وغير الحكومية وأجهزة التحقيق والادعاء والمسؤولين عن التفتيش، وإذا ما تم الاهتمام واحترام تلك الحقوق من تلك الجهات وما شابهها فستكون قضية أو ملف حقوق الإنسان قضية إنسانية وعالمية تستحق الاحترام والتطبيق الدقيق.
كل ذلك سيؤدي إلى تمتع الناس بحقوقهم وسيشار بالبنان لأي جهة أو سلطة تنتهك حقوق الإنسان وستتم مقاضاتها ومساءلتها حتى تلقى ما تستحق من جزاء وعقوبات، وفي الحلقة (138) نكمل ما تبقى.

ماذا بعد العيد؟
انتهى رمضان المبارك وانطوى خلف حجاب الزمن وتبعه العيد على عجل وخبت أنواره وفاز من فاز وخسر من خسر، ولكن موائد ومواسم الخير عند الله لا تنتهي فمن صام رمضان وأتبعه ستة من شوال فكأنما صام الدهر كما ورد عنه ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ وكلنا نعرف فضل يوم الإثنين والخميس وأيام الليالي البيض من الشهر، وقريباً ستتقدم إلينا موائد وموسم آخر في العشر الأولى من ذي الحجة ويوم الوقفة وعشرة عاشوراء فما زال الأمل قائماً والخير تتدفق أنهاره والعاقل من تاب واستقام واغتنم الفرص قبل فواتها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي