عيد جدة غير
يشير الخبر المنشور بالأمس في إحدى الصحف أن هناك أربع جهات حكومية ومدنية في جدة تقاذفت مسؤولية عدم تنظيم مهرجان العيد في المحافظة التي تعد واحدة من أولى الوجهات السياحية بالمملكة وإحدى المدن الرئيسية التي اشتهرت بالمهرجانات والاحتفالات الرائدة ، خصوصاً في مواسم الأعياد والإجازات الصيفية، فقد أشار الخبر إلى أن كلاً من أمانة جدة والغرفة التجارية الصناعية والمجلس البلدي ومراكز الأحياء ألقت باللائمة على بعضها بعضا، فقد أفاد الخبر أن أحد المسؤولين في أمانة جدة أكد عدم تلقي الأمانة أي خطابات رسمية بشأن تنظيم مهرجانات احتفالية في عيد الفطر هذا العام، أما المجلس البلدي فقد تحفظ عن إبداء الرأي بشأن هذا الموضوع فيما أوضح مسؤول في الغرفة التجارية أن المسؤولية تقع على عاتق أمانة جدة.
في المقابل شهدت مدينة الرياض مهرجانا مميزا هذا العام حفل بالعديد من الأنشطة والبرامج الرجالية والنسائية فيما شهدت المسارح حركة مكثفة لمشاهدة عدد من المسرحيات النسائية التي شهدت إقبالاً كبيراً من السيدات، إضافة إلى عروض الألعاب النارية والأمسيات الشعرية والاستعراضات المنوعة في الساحات والملاعب المفتوحة ،كما كانت هناك برامج منوعة للأطفال وعدد من المسابقات والجوائز المشوقة، ولم تقتصر تلك الاحتفالات على مدينة الرياض بل شملت مناطق أخرى في المملكة مثل مناطق القصيم والمدينة المنورة والجوف وحائل والباحة ووادي الدواسر بل إن هناك بعض المحافظات في المملكة احتفلت بالعيد مثل محافظات القويعية ووادي الدواسر والسليل وصبيا.
أما جدة عروس البحر الأحمر فقد أبت إلا أن تكون غير فلم يكن هناك أي مظهر من مظاهر الاحتفالات بالعيد سوى بعض الإضاءات التي وضعت في بعض الشوارع الرئيسية وقد أوكلت مهمة الاحتفال بالعيد للأسواق والملاهي والمطاعم التي تنافست في رفع الأسعار لعلمها أن موسم العيد سيحرص فيه رب الأسرة على تلبية رغبات أفراد أسرته فهو لن يستطيع أن يلغي زيارة الملاهي لأطفاله أو يرفض تناول وجبة في مطعم لارتفاع الأسعار، خصوصاً في مثل هذه المناسبة ولم يتوقف ارتفاع الأسعار على هذه الجهات بل امتد ليشمل تأجير الشاليهات على البحر لتصل إلى أسعار خرافية، إضافة إلى تأجير القوارب الذي وصل سعر الساعة إلى 1.500 ريال، كل هذا الغلاء يحدث على مرأى ومسمع المسؤولين في العديد من الجهات المختصة دون أن يحرك ساكن وبحجة أن هذا موسم عيد.
هذا هو حال جدة وهذا هو حال عيدها الذي يأتي ليكون شاهداً إضافياً على أن (جدة غير) وأن جدة قد أصبحت مدينة بلا روح ولا طعم فحتى العيد الذي هو مناسبة سنوية دينية لم يشفع لسكانها أن يحتفلوا به مثل ما احتفلت به باقي مناطق المملكة ومحافظاتها بل تقاذفت الجهات المختلفة مسؤولية عدم تنظيم أي احتفالات وذلك أسوة بباقي مشاكل جدة كنقص الماء والكهرباء وشبكة الصرف الصحي وتعثر مشاريع الخنادق والكباري التي انطلقت في وقت واحد فمنها ما توقف ومنها ما اكتمل ومنها ما ينتظر.
كلنا نعرف أن مدينة جدة تعاني مشاكل متعددة بعضها متراكم وبعضها معقد وبعضها غامض وبعضها يصعب حله في عام أو عامين وبعضها يحتاج إلى ميزانيات ضخمة وبعضها يحتاج إلى قرارات استراتيجية وبعضها يحتاج إلى قيادات ميدانية تترجم القرارات إلى واقع عملي يشاهده سكان جدة أمامهم، ولكن هناك بعض الفعاليات التي لا تحتاج إلى ذلك كله – مثل احتفالات العيد والمهرجانات – التي قد يكون لها أثر إيجابي وبصمة مميزة على سكان جدة ترفع عنهم شيئاً من الهم والغم الذي خلقته لهم تلك المشاكل.