للرجال فقط!!
لنتحدث عن هموم البنات:
تبدأ هذه الهموم في مرحلة مبكرة، وتتطلب (وقاية) بتوفير أجواء صحية وتكاتف ملموس من الأسرة والمدرسة؛ لأن هموم البنات (تكبر) مع أعمار البنات وتتطلب عناية مختلفة حسب المرحلة والوضع الاجتماعي والمحيط.
(التوجيه) الصحيح والمصارحة بين الوالدين والأبناء هو المطلب لبناء عقليات ناضجة وفاعلة بعيدة عن العُقَد والتخويف والتخوين بلا أي سبب أو قرينة!!
للبنات طموحات ومواهب كثيرة قد (يجهضها) تعامل الوالدين معهن، وقد تتسبب الشجارات العائلية في قتل المواهب التي تحتاج إلى رعاية فقط!!
(المتابعة) لا غنى عنها، ولا بد من البنات أن يعِين أن حرص الوالدين والإخوة عليهن والتقصي عن معارفهن من بنات جنسهن ليس تجسسا ولا تربصا، بل لمصلحتهن وبأسباب الخوف عليهن.
(الحجر) والتضييق على البنات بلا سبب وبتعسف وتسلط بين جدران المنزل ومنعهن من ممارسة هواياتهن في الدائرة الصحيحة يعتبر ظلما!
معاملتهن وكأنهن وُلِدْن لخدمة الأخ والأب والأم والأخت فقط بإجبارهن على عمل كل شيء في المنزل ظلم؛ لأن التكاتف والمساعدة مطلوبان بين أفراد الأسرة!!
تعطيلهن عن الزواج بسبب الاستمتاع برواتبهن وتضييع مستقبلهن بسبب الأهواء والطمع والأنانية يعتبر ظلما!!
تزويجهن بلا سؤال عن (الزوج) مسبقا، أو تزويجهن لرجال غير أكْفاء سلوكيا أو بالعامية: (سرابيت) .. ظلم وسيحاسبون عليه!!
عدم الوقوف مع البنات بعد الزواج، خاصة المستضعفات من أزواجهن، اللاتي يُضرَبن ويؤذَين ويجبَرن على الرذائل، ظلم!!
النظرة للمطلقة بعين قوية فيها سهام لوم وتعجب يعتبر تخلفا وجهلا وغباء وانحطاطا فكريا ليس له قاع!!
المطلقة قد تكون من أمهاتنا وأخواتنا وخالاتنا وعماتنا وبناتنا ولهن منا كل التقدير والاحترام، ولا يعيبهن إن كان طلاقهن على حق، وليس فيه ما يعيبهن!!
قد تكون هموم البنات بسيطة حسب العقلية التي وهبها الله لهن، وبهدية بسيطة أو موقف أو بادرة قد يذوب هذا الهم!!
البنات في مجتمعاتنا يحتجن إلى فرص عمل للمساعدة على إسراع عجلة التنمية شبه البطيئة، ولا بد من (التغريبيين) حسب ما يصفهم (المتشددون)، ولا بد من (المتشددين) حسب ما يصفهم (التغريبيون) أن يهيئوا للنساء فرص عمل محترمة تحت مظلة شريعتنا وعاداتنا الحميدة!!
يجب أن نتكاتف جميعا لتحقيق التوازن الفكري في مجتمعنا تحت مظلة الشريعة والفكر التنموي السليم لنواكب الدول العظمى التي لا يفرقنا عنها سوى الجد والاجتهاد؛ لأن كافة الإمكانيات موجودة، ولكن اختلافنا كأفراد مجتمع عطّل ذلك.
موضوع النساء شائك في مجتمعنا، بينما نسمع من كثير من الوعاظ والمشايخ وقراء التاريخ الإسلامي أن للمرأة دورا كبيرا في كل مراحل الإسلام، فهي من ربت أجيالا، وهي من باعت في الأسواق، وهي من طبَّبت الجرحى في الحروب، وإلى زمن قريب كانت ترعى الماشية مع أبناء عمومتها الرجال، كما ذكر لي أحد المشايخ أنه كان يرعى الماشية مع بنات عمه، وكما ذكر لي (أبو خالد) بأنه كان في الجنوب في صغره .. وكان النساء يشاركن الرجال في كل شيء، وكان الرجل يعامل المرأة بخُلق الرجل المسلم العربي..
سؤالي: هل الحياء قلّ والأخلاق تغيرت وبذلك انعدمت هذه الثقة؟
أم أمة المسلسلات فقدت أخلاقها؟!
خاتمة: لا بد ألا نقدم (تزمت العادات) على (الحرام) والله رقيب حسيب بصير، والسلام ختام.