4 محاور جوهرية لمنظومة «ساهر»

لا يختلف اثنان على أهمية وجود منظومة تكنولوجية متكاملة تقوم بمراقبة حية وحثيثة للحركة المرورية الضخمة بين وفي مدننا، وإدارة الحركة الديناميكية للمرور. وسرعة معالجة الحالات المرورية، والتدخّل السريع لفك الاختناقات، كذلك الرصد الحي للحالات والحوادث المرورية، إضافة إلى ضبط المخالفات وإشعار المخالف بالمخالفات في أسرع وأقصر وقت. ولا أخفيكم سراً أعزائي القراء، لقد تغير نمط قيادتي تغييرا جذريا بمجرد تطبيق نظام «ساهر» في مدينة الرياض.
المحور الأول إحصائي: تملك المديرية العامة للمرور قاعدة بيانات وإحصاءات كبيرة ووافية عن جميع الخلفيات المرورية من حوادث ومخالفات وتجاوزات. سنركّز هنا على إحصاءات الحوادث فهي في نظري أهم محور. المملكة تتبوأ مركزاً متقدما على مستوى العالم في نسبة الحوادث المميتة التي تنتج عنها إصابات بالغة، الإحصاءات تشير إلى أن معظم هذه الحوادث تحصل في الطرقات البرية بين المدن ونسبة قليلة منها تحصل داخل المدن، أيضاً نسبة كبيرة من هذه الحوادث سببها السرعة الجنونية وعدم الالتزام بالقواعد المرورية للقيادة في الطرقات الطويلة بين المدن. نظام ساهر أتى ليحفظ النظام والأرواح، من الطبيعي أن يكون من الصعوبة بمكان تركيب كاميرات «ساهر» على الطرقات السريعة والطويلة بين المدن على الأقل في وقتنا الحالي، أليس من الأفضل أن يكون هناك اتجاه مواز لمشروع ساهر داخل المدن وليس بالضرورة أن يكون عبر الكاميرات بل عبر نشر مجموعات كبيرة من المرور السري في الخطوط الطويلة بين المدن، ويتم نشر هذه المجموعات حسب الإحصاءات الموجودة للمناطق الخطرة التي تكثر فيها الحوادث المميتة.
المحور الثاني سايكولوجي: لقد بدأت سايكولوجيات ونمط القيادة يتغير بسرعة ملحوظة في شوارع وطرقات الرياض منذ البدء بتطبيق نظام ساهر. فأصبح السائق الذي يعلم بوجود كاميرات ساهر سواء الثابتة أو المتحركة في موقع ما، يبدأ في تخفيف السرعة على الرغم من عدم وجود الكاميرات المتحركة في ذلك الموقع والوقت. إذاً السايكولوجية تلعب دوراً مؤثراً في كبح السرعة إلى ما تحت السرعة المحددة، بالتالي لماذا لا نستخدم هذه السيكلوجية بوضع لوحات تحذيرية (انتبه الطريق مراقب بكاميرات ساهر) في جميع الطرقات، (انتبه التقاطع مراقب بكاميرات ساهر) في جميع التقاطعات. طالما نحن بلد يوجد فيها جنسيات كثيرة يمكن أيضاً وضع التنبيه بلغات الأكثرية الأجنبية المستوطنة في هذا البلد المعطاء. الهدف من المنظومة هو بث النظام المروري وحفظ الأرواح والأجساد والممتلكات من دمار التهور والتسرع، فلنستخدم جميع ما لدينا من حلول لتطبيق النظام. هذه السايكولوجية المرورية تلعب دورا مهما على الطرقات الطويلة بين المدن، هل جربنا وضع لوحات تحذيرية بأن الطريق مراقب بكاميرات ساهر كل 20 كيلومترا ورأينا ما النتائج على المدى المتوسط والطويل، هل ستلعب دورا فاعلا مع وجود مجموعات المرور السري على الطرقات؟
المحور الثالث إرشادي: الدولة ـ رعاها الله ـ وضعت لوحات إرشادية قبل المخارج على الطرقات السريعة وشبه السريعة، لكن هذه اللوحات إرشادية اتجاهية وليست إرشادية مرورية، بمعنى أن اللوحات يجب أن تأتي قبل المخارج بمسافة لا تقل عن 500 متر، وتصبح إرشادية مرورية إذا كتب عليها (المتجهة إلى.. الزم اليمين) فكثيراً ما نجد السائقين يقودون في أقصى اليسار إلى ما قبل المخرج بعشرين متراً من ثم يبدأون في الاتجاه نحو المخرج، فيربك بذلك جميع من هم في المسارات الأخرى ويسبب بذلك الازدحام. تلاحظ في جميع الدول الكبرى وجود لوحات تنبيهية على طول الطرقات السريعة (الزم مسارك)، في طرقاتنا يتفنن السائقون فيما يُعرف مجازاً بالبتونه، وهي كلمة مستخرجة من اللغة الإنجليزية Between أي الخروج من المسارات ومحاولة الوصول بسرعة حتى في عز الزحمة المرورية، فأنت كسائق نظامي تترك المسافة القانونية بينك وبين المركبة التي أمامك، البعض يأخذ ذلك كفرصة للخروج من المسار والتقدم على بقية المسارات والسيارات، وهذا بالطبع يسبب حوادث التلفيات وإرباك الحركة المرورية الانسيابية. كثير من الحوادث المؤلمة التي تروح ضحيتها عائلات بِأكملها سببها انفجار أحد الإطارات في المركبة، ربما لو وضعنا لوحات كبيرة إرشادية تذكيرية في بداية كل الطرق بين المدن والخطوط الطويلة (هل قمت بفحص إطارات المركبة قبل البدء برحلتك؟) يكون لها ردة فعل إيجابية في تخفيض عدد حوادث انفجار الإطارات وبالتالي تخفيض نسبة الحوادث المميتة في البلاد. وهناك كثير من اللوحات الإرشادية التي يعرفها مهندسو المرور ولا يتسع المجال لذكرها هنا.
المحور الرابع ائتماني: المخالفات المرورية في الوقت الحاضر مرتبطة بمركز المعلومات الوطني التابع لوزارة الداخلية وهذا جيد، لكن ماذا يحدث لو ارتبطت أيضاً بنظام (سِمة) الائتماني؟ حينما يعرف السائق أنه دخل منظومة السجِل الائتماني وأن فرصته للحصول على قرض شخصي أو سكني أو حتى بطاقة ائتمانية، ستقل إذا تأخر في دفع الغرامات المرورية، يُستغنى بذلك عن تدبيل الغرامة على المواطنين وبقائها على الأجانب لعدم حاجتهم للقروض، وبقائهم على نظام سِمة. وصول المخالف لمرحلة السي (C) الائتمانية يعتبر كارثة وستكون رادعا للمخالفين والمستهترين بالقوانين المرورية. نعلم أن هناك عوائق لتطبيق ذلك وأهمها شركات تأجير السيارات، لذلك لحل هذه العوائق تقوم شركات تأجير السيارات بتصوير البطاقة الشخصية، رخصة القيادة، واستمارة السيارة وإرسالها عبر الفاكس لإدارة المرور التي تخصص فرقا إدارية لإدخال البيانات وإيقافها بمجرد انتهاء فترة التأجير.
لكم دعائي بدوام الصحة والعافية،،

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي