حق العمل والضمان الاجتماعي

تحدثنا في المقالة السابقة عن مادتين من مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، هما (20) و(21) اللتان تدوران حول حق الإنسان في حرية الاشتراك في الاجتماعات والجمعيات السلمية، ولا يجوز إرغام شخص ما على الانتماء لجمعية ما، ولكل شخص حق المشاركة في إدارة الشئون العامة لبلده، وكذلك حق تقلد الوظائف العامة في بلده، ويجب أن تكون الانتخابات ـــ التي تجرى في أي بلد ـــ نزيهة؛ لتحقق إرادة الشعب التي تهتم بها السلطة الحاكمة، ولا شك أن حق تقلد المناصب والوظائف العامة يحتاج من الإنسان إلى أن يجتهد ويتعلم ويتدرب ويكون مستقيما ومتحليا بمكارم الأخلاق؛ حتى يفرض نفسه لتقلد تلك الوظائف، وإنما يقصد المشرع بذلك الإعلان أن لا يحرم أي إنسان كفء من تقلد تلك الأعمال لأسباب غير عادلة، والآن نتحدث عن أربعة مواد أخرى من ذلك الإعلان:
المادة 22
لكل شخص، بوصفه عضوا في المجتمع حق الضمان الاجتماعي، ومن حقه أن توفر له من خلال المجهود القومي والتعاون الدولي، وبما يتفق مع هيكل كل دولة ومواردها، الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي لا غنى عنها لكرامته ولتنامي شخصيته في حرية.
المادة 23
أ ـــ لكل شخص حق العمل وفي حرية اختيار عمله، وفي شروط عمل عادلة ومرضية وفي الحماية من البطالة.
ب ـــ لجميع الأفراد ـــ دون أي تمييز ـــ الحق في أجر متساوٍ على العمل المتساوي (بقصد أن يكون الأجر متساويا مع الأجور المماثلة ومناسبا لنوعية العمل والجهد والمسؤولية الملقاة على العامل أو الموظف).
ج ـــ لكل فرد يعمل حق في مكافأة عادلة ومرضية تكفل له ولأسرته عيشة لائقة بالكرامة البشرية، وتستكمل عند الاقتضاء بوسائل أخرى للحماية الاجتماعية.
د ـــ لكل شخص حق إنشاء النقابات مع آخرين والانضمام إليها من أجل حماية مصالحه.
المادة 24
لكل شخص حق في الراحة وأوقات الفراغ، وخصوصا في تحديد معقول لساعات العمل وفي إجازات دورية مأجورة.
المادة 25
أ ـــ لكل شخص حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، وخاصة على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية، وله الحق في ما يأمن به الغوائل في حالات البطالة أو المرض أو العجز أو الترحل ( الهجرة القسرية ) أو الشيخوخة أو غير ذلك من الظروف الخارجة عن إرادته، والتي تفقده أسباب عيشه، وفي الحلقة الـ (135) نكمل الفقرة (ب) من هذه المادة وما تيسر من باقي مواد الإعلان العالمي.
رمضان الموسم الذهبي
في المقالة السابقة تحدثنا عن الغرباء في رمضان الذين يقضون الليل في السهر في اللهو والمسليات، وما يتسبب في قتل الوقت من دون فائده تذكر، وفي النهار ينامون كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلا فيُحرَمون من أجر العمل والإنتاج والإحساس بالجوع وقراءة القرآن بتدبر وكثير من الأعمال الصالحة، ولا يغتنمون هذا الموسم الذهبي الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران وتصفد مردة الشياطين، ومن يصوم رمضان إيمانا واحتسابا أو يقوم رمضان إيمانا واحتسابا يغفر الله ما تقدم من ذنبه، وعُمرة في رمضان كحجة، وتتضاعف فيه الأجور وتغفر فيه الذنوب، فكيف يحرمون أنفسهم من كل هذا الكرم والجود الإلهي الذي لا حدود له! وفي الحلقة المقبلة نكمل الباقي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي