تجمعنا ما تفرقنا

قام أحد الشباب مشكورا بتبني حملة على موقع فيس بوك الشهير بعنوان "كرة القدم تجمعنا ما تفرقنا" التي أوجدت تفاعلا كبيرا من المنتمين لهذه اللعبة الشعبية، وردود فعل توحي للمتلقي بأن موجة التعصب البغيضة نستطيع القضاء عليها مع قليل من الاهتمام وإبرازها بصورتها المشينة، وفضح كل من يتسبب بتكريسها في الوسط الرياضي، والعمل على تصحيح مفهوم "لإثبات ولائك لناديك اكره الآخرين، واعمل على اختلاق وافتعال الأكاذيب".
للأسف هناك من يكرس كل طاقته على هذا الأساس، بل على العكس من ذلك يقوم بمتابعة الآخرين، ونسيان فريقه لا لشيء أكثر من نشر الكره والبغضاء، وكأنه لا يستطيع الاستمتاع بكرة القدم من دون أن يعمل على تحطيم الآخرين.
هي مشكلة أساسية تواجه القائمين والمسيرين لمنظومة الرياضة لدينا، وكأنهم يجهلون أو يتجاهلون خطرها، وما تسبب من أضرار شاهدنا بعضها على أرض الواقع والقادم أشد فتكا وأكثر ضررا، وإن كان دورهم يستوجب في البداية تبني هذه الحملة والعمل على تكثيفها ونشرها بصورة أكثر اتساعا من خلال الملاعب ولوحات الإعلانات، وعلى تذاكر المباريات، ومن خلال التلفاز فهي من وجهة نظر خاصة، الرئاسة العامة لرعاية الشباب هي من تتحمل مسؤولية محاربة هذا التوجه المنبوذ وتعميم العمل يبدأ من هيئة دوري المحترفين مع العلم بأن رئيس الهيئة هو من قام بافتتاح هذه الحملة مسبقا.
لا نريد أن تكون كرة القدم سببا لتفرق الأشقاء والأصدقاء.
أفهمنا كرة القدم بطريقة معكوسة؟!
أم أننا لا نستطيع أن نستمتع بحلاوتها إلا بنشر التعصب والكره؟
أم أن من يسلك هذا التوجه قد سأم من ناديه وكره للآخرين الاستمتاع؟
لم أجد أشد ندما وحسرة من الهزيمة في نهائي كأس العالم، منتهى الطموح للاعبين والمدربين والحكام والجماهير وحتى المنظمين.
تنتصر إسبانيا، وتخسر هولندا، وتستمتع بمنظر ما بعد صافرة النهاية، فالخاسر يبارك للمنتصر والمنتصر يواسي الخاسر، الجماهير الخاسرة تحمل في دواخلها الحسرة، ولا تفكر في إفساد فرحة المنتصرين، والسبب لا يحتاج إلى كثير من الشرح والتنظير، بل هي بكل سهولة لعبة رياضية وجدت على أسس الفوز والخسارة، وعلى أسس من يعمل بشكل منظم، وبمفهوم محترف يستطيع أن يصل إلى مبتغاه.
دعونا نستمتع ونختار ونعمل على تطوير دورينا، فنحن فقط من يستطيع الرقي بمفهوم الرياضة ونحن فقط من يستطيع إلجام صوت كل من يريد توسيع موجة الكراهية والتفرقة.
باختصار
- أوجدت هذه الحملة مفهوما جديدا من خلال التفاعل وهو أن بعض من أوكلت لهم مهمة تثقيف ونشر الوعي عن طريق مقالاتهم هم من يتسببون في نشر البغضاء والتفرقة التي تعمل في تأجيج واتساع موجة التعصب.
- مهمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب ستكون سهلة حين يكون تبني هذه الحملة لانتشار الوعي والإدراك بمحاربة هذه الآفة الخطيرة.
- ما أسوأ أن يكون هناك رجل كبير في السن، صغير في العقل، وبيده قلم، وآخرون يقرؤون ما تسطر يده، ويختزلون ما يختزل فكره المليء بتصغير الآخرين بسبب ودونه.
خاتمة
لا يوجد في الحياة رجل فاشل، ولكن يوجد رجل بدأ من القاع وبقي فيه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي