معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي .. خطوة تحوُّل
تشرفت بدعوة معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي لإلقاء محاضرة حول تحديات الإعلام الاقتصادي في المملكة وسبل التعامل معها، بتاريخ 27 حزيران (يونيو) 2010، بحضور كوكبة من الصحافيين والاقتصاديين اليمنيين الذين أتوا للمعهد لحضور دورة صحافية متخصصة، يأتي انعقادها ضمن إطار برنامج تعاون وتدريب لسلسلة من الدورات، التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام بالتعاون مع المعهد في الرياض للصحافيين اليمنيين في مختلف مجالات التلفزيون والإذاعة والصحافة.
شد انتباهي ما شاهدته في المعهد من استعدادات وتجهيزات يتم استخدامها في تقديم منظومة متكاملة من العلوم النظرية والتطبيقية في مجالات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، وفق أعلى المعايير الفنية والمهنية، باستخدام أحدث التقنيات والتجهيزات العصرية، فعلى سبيل المثال لدى المعهد عدد من النشاطات التدريبية، التي من بينها على سبيل المثال، الصحافة المطبوعة والإلكترونية والإعلام المرئي والمسموع والتصميم الجرافيكي الإعلامي، والإدارة والتسويق، التي تستخدم جميعها في إيصال المعلومة للمتدرب أحدث ما توصل إليه العلم الحديث في مجال الأجهزة التدريبية السمعية والبصرية والمرئية، سواء كان ذلك على مستوى المعامل والاستوديوهات، أو على مستوى الهندسة الصوتية والمونتاج التلفزيوني، أو على مستوى التصميم الجرافيكي الإعلامي، بما في ذلك مستوى الإخراج الصحافي.
قدرة المعهد على الجمع بين التعليم النظري والتعليم التطبيقي في الوقت نفسه بشكل متوازن ومدروس، باستخدام أحدث تقنيات التدريب العصرية المتعارف عليها على مستوى العالم، حققت للمعهد مكانة مرموقة، ليست فقط على المستوى المحلي، بل حتى على المستويين الإقليمي والعالمي، الأمر الذي يؤكد اجتياز المعهد جميع المعايير والشروط، التي تضعها شركة أبل ماكنتوش لاعتماد مراكز تدريب لدوراتها وعقد اختباراتها ومنح شهاداتها، ليصبح بذلك أول مركز تدريب معتمد في المملكة من شركة أبل ماكنتوش العالمية، وواحدة من بين المؤسسات القليلة على مستوى العالم العربي التي حصلت على هذا الامتياز.
تجدر الإشارة إلى أن رسالة معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي، تتمثل في تأهيل الكوادر البشرية في مجال الإعلام التطبيقي، وذلك عن طريق المساهمة المستمرة والفاعلة في تطوير قدرات المؤسسات الصحافية والإعلامية ودعمها من خلال تخريج وتقديم الكفاءات المؤهلة لسوق العمل، ما يسهم في إيجاد وظيفة مناسبة للشباب السعودي، ويؤهلهم للانضمام إلى قطاع الإعلام والأعمال المساندة له، هذا ومن بين أهداف المعهد كذلك تقديم الحلول التطويرية والتأهلية لقطاع الإعلام في المملكة والعالم العربي، وإنشاء قنوات اتصال وشراكات استراتيجية مع الجهات الإعلامية والمراكز التطويرية والبحثية والتعليمية في داخل المملكة وخارجها، بما يخدم تحقيق رسالة المعهد ونشاطاته. ومن بين الأهداف السامية والنبيلة للمعهد كذلك، المساهمة الفاعلة في تنمية الموارد البشرية في مجال الإعلام، وإثراء القطاع الإعلامي عن طريق تنظيم البرامج، والندوات، والمؤتمرات المتخصصة في الإعلام التطبيقي، والمشاركة الفعلية في الملتقيات الثقافية ذات العلاقة والارتباط بمجال عمل المعهد.
إن إنشاء معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي، الذي تم تأسيسه عام 2008، كأول معهد للإعلام التطبيقي في المملكة، وفق رؤية ورسالة وأهداف، تسعى إلى الارتقاء بالعمل الإعلامي، بشكل عام، وللارتقاء بالعمل الإعلامي المتخصص بشكل خاص، يعد خطوة على المسار الصحيح، لتحويل مهنة وقطاع الإعلام إلى صناعة منظمة ذات هيكلية، يمكن أن تصبح من خلالها موردا اقتصاديا رديفا ومساندا للدخل القومي في المملكة، ولا سيما أن السعودية تمتلك عديدا من المقومات والميزات التنافسية الاقتصادية والاستثمارية، التي من بينها على سبيل المثال القوة النفطية، والأنظمة المالية والاستثمارية والنقدية والمصرفية المتماسكة، ما يجعلها محورا ونقطة ارتكاز وقناة مهمة جداً لاستقاء المعلومة الاقتصادية والاستثمارية والمالية، بما في ذلك البنكية. وبالتالي, فإن وجود معهد متخصص في الإعلام التطبيقي مثل معهد الأمير أحمد بن سلمان، وإنشاء معاهد مماثلة أو مشابهة له في المستقبل، سيساعد بشكل كبير على تطوير منظومة التدريب الإعلامية في المملكة، وبالذات لو تمكنا من توجيه أهداف ورسائل تلك المعاهد لخدمة أغراض الاقتصاد المحلي، بما في ذلك الأنشطة والقطاعات الاقتصادية والاستثمارية الأخرى.
إن إنشاء معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي ومعاهد إعلامية متخصصة في مجالات وأنشطة اقتصادية مختلفة، سيخفف بكل تأكيد من حالة العطش والظمأ التي يعيشها الإعلام السعودي المتخصص، سواء كان ذلك في المجال الاقتصادي أو في مجال الطاقة أو في المجال الاستثماري والمالي. كما أن إنشاء معاهد مثل معهد الأمير أحمد بن سلمان، سيساعد دون أدني شك على تعزيز قدرات الكوادر البشرية الإعلامية المتخصصة في المجالات والأنشطة الاقتصادية المذكورة، إضافة إلى أن ذلك سيساعد على إثراء الساحة الإعلامية المحلية بالمعلومات الاقتصادية والاستثمارية والمالية، وسيسهم أيضاً وبشكل كبير في إثراء فكر وعقل المواطن والمقيم في هذه البلاد، من خلال إطلاعه على المستجدات، وعلى كل ما يدور من حوله من أحداث اقتصادية أولاً بأول، دون الحاجة إلى اللجوء إلى خارج المنظومة الإعلامية المحلية لرصدها والتعرف عليها.
يتوقع لمعهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي، على الرغم من حداثة التأسيس والإنشاء، أن يضيف قيمة مضافة للإعلام السعودي، من خلال تأهيله الكوادر البشرية نظرياً وتطبيقياً في مجالات تخصصية بحتة، ما يؤهلهم للتعامل مع المستجدات والأحداث الإعلامية بأسلوب وبشكل ومضمون محترف، يفيد القارئ والمتتبع لها، بعيداً عن المبالغة والاجتهاد والمعلومة المبنية على التخمين والتقدير.
آخراً وليس أخيراً، إن نجاح أهداف معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي وما شابهه من معاهد، والمتمثلة في التركيز على التأهيل والتدريب للكوادر الإعلامية المتخصصة، يتطلب توفير المساندة اللازمة من قبل الأجهزة الحكومية، بما في ذلك مؤسسات القطاع الخاص، وبالذات في توفير المعلومة الدقيقة عن أداء أجهزتهم، وعما يستجد لديهم من أحداث بالمرونة الكافية وفي التوقيت المناسب، ليتمكن بذلك الصحافيون والإعلاميون من تحرير الخبر الصحافي أو المادة الإعلامية بشكل مهني واحترافي يخدم المصلحة العامة، ويعود بالنفع والفائدة المرجوة على القارئ وعلى المشاهد وعلى المستمع في هذه البلاد. والله من وراء القصد.