يا خسارة !
رحل مارادونا !! وخسرت الأرجنتين ، وقدمت ألمانيا نفسها كبطل لكأس العام غير المتوج حتى الآن ! خسر ابن التانجو لأن الأدوات في الملعب لم تكن حاضرة ، ولأنه ليس (فنيا) محنكا! وهذا اعترفت به منذ البداية ! هاجم كالمعتاد، وقذف بخطط الدفاع جانباً ، وكانت النتيجة صاعقة! رباعية ألمانية من شكل ونوع ! رباعية أمام الإنجليز! وأخرى أمام الأرجنتين! أتراها قوة في الألمان! أم ضعف في الآخرين بلغ الحد فيها رباعيات! لا تهم الإجابة كثيراً على تساؤلات هكذا ! فالألمان على الأبواب! ولن يكتب التاريخ كثيراً كيف خسر الآخرون! لكن كيف فاز المنتصر! لا أتمناها ألمانية! لكن الأبطال ليسوا بالأماني!
البرازيل المترهلة تماماً خرجت أيضاً أمام الهولنديين! لا أخال أحداً قد أسف كثيراً على البرازيليين! فما عادت ماتعة كالسابق، وماعاد فن تقدمه لنا في كأس العالم هذه! هولندا وإسبانيا كانتا حاضرتين في الموعد، وعرف كل منهما كيف تؤكل أكتاف الأبطال! ألمانيا مرعبة جداً جداً ! مخيفة! لكنها واجهت نصف فريق! فتانجو مارادونا كان مثمراً في الهجوم! وأمام الألمان، كارثة إذا هاجمت، وكارثة إن دافعت! والأفضل ألا تقابل الألمان أبداً ! لم أدافع عن مارادونا المدرب! أتدرون لم تمنى فتى الكرة الأول اللعب أمام الألمان؟ لأنه يدرك تماماً من هم! ما زلت أجزم أن ابن التانجو أعظم لاعب قدمته لنا الكرة! قلتها وتحديت، لو فازت الأرجنتين بكأس العالم ، فستتغير أنماط التدريب عن بكرة أبيها! وربطتها بـ (لو) ! وهنا الفرق يا صديقي! مولر ، وخضيره، وأوزيل وبقية (الكتيبة) قدموا أنفسهم بشكل لائق! أحياناً خيل لي أن لاعبي الألمان بطبعهم لا يدركون كم النتيجة! مكائن تحرث الملعب حرثاً من أول صافرة حتى نهاية الحكاية! وحكاياهم في كأس العالم السمراء كانت رباعية!
ميسي ، كاكا لا يتحملان كثيراً من خروج قطبي العالم الفني، فهما ليسا مارادونا ، ولا روماريو وبقية الرفقة! بزعمي أن نجوم هذه الكأس (الجماهيريين) حملوا أكثر من طاقاتهم الفنية والكروية! قضية التعب والإرهاق وكرة الجابولاني والفوفوزيلا كلها أعذار واهية! أعذار لا طائل منها ! حتى شكل كأس العالم هذه لم تكن مغرية كثيراً، لأن الفن مات! وأسأل "فيفا" لم وئد الفن في جنوب إفريقيا؟ وهل سيعود هناك على شواطئ كوبا كوبانا؟ لكن في النهاية هناك بطل سيتربع على عرش البطولة! من يكون؟ لا أدري!
قضية الأخطاء تكررت، وأخال بعض الأخطاء في حاجة فعلاً لأن يقف "فيفا" وقفة جادة! ما يسمى بالخطأ التقديري يجب ألا يكلف الآخرين (بلاوي)! ما عادت الأمور كالسابق. من يقول إن حلاوة كرة القدم في أخطائها جاهل جهلا مركبا! الأخطاء ظالمة، سواء بقصد أم بغيره! كيف يدخل هدف المرمى ولا يحتسب؟! وكيف لا تدخل الكرة بكامل محيطها خط المرمى ويحتسب؟! كيف يلمس اللاعب الكرة ويتأهل منتخبه إلى كأس العالم بسبب خطأ بشري؟! لا تحولوا الكرة إلى منظومة إلكترونية، لكن قننوا الأخطاء! اجعلوا التقدير منها محدودا للغاية، وغير مؤثر. الحلول متوافرة، لكن القرار غائب، لأن الحسابات تختلف. جرب "فيفا" الهدف القاتل ثم ألغاه، فماذا عن الحلول المتاحة للقضاء على (الأخطاء المؤثرة)! خصوصاً في احتساب الأهداف من عدمه؟ ليس بالضرورة زيادة عدد الحكام، لكن لو اتجه (الفيفيون) صوب التقنية فستحل المشكلة! من حدد الملعب ووزن الكرة وطول القائم إنسان في النهاية، أفلا يستطيع ذاك الإنسان إضافة فقرة تحد من الظلم؟!
نوافذ
- يبقى مارادونا مطلبا حتى في بكائه، ومن حظ "فيفا" أن الأرجنتين لم تغادر من الأدوار التمهيدية!
- لماذا كل هذا التركيز على ابن التانجو الأول؟ لأنه مارادونا!
- تخسر ألمانيا إن نامت على الثمانية الأخيرة، خصوصاً أمام برتقاليي اللون!
- الباراجواي ! تعاطفت معها كثيراً!
- هل يأخذ كأس العالم من هزم في الأدوار التمهيدية؟ إن حدث ذلك، فلي وقفات أخرى!