مونديال خال من الدسم

خلا كأس العالم المقام حالياً في جنوب إفريقيا من الكثير من المباريات المثيرة المليئة باللمحات الفنية المعتادة في مثل هذا المحفل، وغاب النجوم المعروفون عن نثر إبداعاتهم على المستطيل الأخضر وقلّ معدل تسجيل الأهداف، إلا في مباريات قليلة جداً وخرجت منتخبات ذات سمعة وتاريخ من الأدوار التمهيدية ودور الـ16 خروجاً مذلاً كفرنسا وإيطاليا وإنجلترا، ويبدو أن تلك المنتخبات دفعت ضريبة الإرهاق في المقام الأول وضريبة اعتماد تلك الدول اعتماداً كبيراً في بطولات الدوري هناك على اللاعبين والنجوم الأجانب وكبر أعمار لاعبيهم المحليين.... فهل نعي ذلك؟
- لم تعد كرة القدم تعتمد على المهارة والحلول الفردية في المقام الأول، ويلي ذلك اللياقة البدنية ثم القوة والتكتيك, بل انقلبت المعادلة رأساً على عقب فأصبحت القوه البدنية، ثم اللياقة البدنية، ثم المهارات والحلول الفردية أخيراً، وهو تحول كبير في معطيات كرة القدم جعل الكثير من المنتخبات الخالية من النجوم الكبار تقارع الكثير من المنتخبات المدججة بالنجوم، وبات المستوى متقارباً جداً لدرجة صعوبة توقع نتيجة الكثير من المباريات... يجب أن يتنبه القائمون على الكرة السعودية والأندية لهذه النقطة والاهتمام ببنية اللاعب وطوله وقدرته على التحمل قبل النظر إلى موهبته، فالموهبة وحدها لا تكفي، صحيح أنها مهمة جداً، لكن لا تأتي في المقام الأول.
- تغادرنا في الأيام القليلة المقبلة بعض الأندية السعودية ذات الإمكانات المادية الكبيرة إلى دول أوروبية مختلفة، تختلف باختلاف جنسية المدرب لضرب عصفورين بحجر، أولهما قضاء المدرب إجازته في بلده، والثاني الإعداد للموسم الجديد، وربما هناك عصفور ثالث وهو الترفيه عن اللاعبين.... نتمنى أن تحقق المعسكرات الخارجية أهدافها ونرى إضافة فنية لفرقنا السعودية... في الموسم المقبل.
- أخيراً هدأت الأمور واستقرت في نادي الاتحاد العريق بتكليف إدارة جديدة للاتحاد من قِبل الرئيس العام لرعاية الشباب بعد أيام من الفراغ الإداري وتفرغ بعض أعضاء شرفه للتنازع وتصفية الخلافات عبر وسائل الإعلام وتخليهم عن النادي الكبير عميد الأندية السعودية.. هل سيبقى الاتحاد يعاني عدم الاستقرار وتظل رئاسته بالتكليف وهل هي بداية النهاية لهذا النادي الكبير أم يجتمع أعضاء شرفه ويبادرون لدعم ناديهم والاتفاق على إدارة مستقرة لمدة أربع سنوات تنفذ خططها الاستراتيجية بدلاً من التكليف المؤقت!
- مع انطلاقة تمارين فريق النصر وبعد الاستقبال الكبير الذي استقبلت به جماهير النصر مدربها الأصلع زينجا ولاعبيه الأجانب والحضور الجماهيري غير العادي وغير المستغرب من جماهير الشمس... أدرك زينجا أهمية إرضاء تلك الجماهير وتحقيق رغباتها بالبطولات، ولن ترضى بديلاً لذلك، وهذا سيجعل المدرب يبذل مجهوداً مضاعفاً لإسعاد تلك الجماهير، التي شاهد جزءاً يسيراً منها في أول تمرين حين حضر قرابة سبعة آلاف مشجع، رغم ظروف الاختبارات وحرارة الجو... شخصياً أتوقع ذلك من المدرب عطفاً على نهجه التدريبي الذي يعتمد على التنظيم الدفاعي والارتداد الهجومي... وكذلك صرامته التامة في التدريب واحترامه للوقت وتركيزه على ذلك في أول اجتماع له مع اللاعبين وتمتعه بالصلاحيات الفنية والإدارية من قِبل مجلس الإدارة فيما يخص الفريق الأول.... وتوفيرها لما يحتاج إليه من لاعبين أجانب، وكذلك تعاقدها مع النجم عبد الرحمن القحطاني في صفقة الموسم.... الأيام المقبلة كفيلة بمعرفة مدى نجاح المدرب من عدمه.... إن غداً لناظره قريب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي