كأس الأموال فقط!
غريبة تقلبات كرة القدم هذه! في كأس العالم، كل شيء كان يثبت أن كرة القدم فعلاً غريبة! مارادونا اللاعب الذي لم تر ملاعب كرة القدم مثله حتى الآن، يبدع تدريبياً، ويقود التانجو نحو المضي قدماً! كنت أمني النفس بأن أرى مارادونا آخر في هذا المونديال، لكنني فشلت. راقبت ميسي، لكنه لم يكن مارادونا! لاحظت كريستانو رونالدو، لكنه فعلاً لم يكن مارادونا! فشل الطليان والألمان والإسبان وغيرهم في تقديم لاعب بحجم مارادونا! أو حتى قريب منه! ورغم هذا كله، مارادونا ليس المدرب الجيد! أو هكذا يقول المحللون! كيف يكون غير جيد وهو يحقق نتائج حتى الآن مقنعة! ومستويات شبه ثابتة في ظل التباين الرهيب في مستويات (الكبار) عالمياً! أيمكن للعامل النفسي فقط أن يحقق كأس العالم! أو حتى يصل بعيداً في المونديال! لا يهم، فكل هذا لا يعني الجمهور في النهاية! الجمهور لم يجد مارادونا! هناك احتفالية! هناك كأس عالم! لكن ليس هناك مارادونا (اللاعب)! لذا، غابت كرة القدم! اعذرني بيليه! وأنت يا بلاتيني، وأنت يا بينكباور، وزيدان، والبقية! أنتم نجوم فعلاً، لكن ابن التانجو، مارادونا!! وذاك يكفي!
في نزال إنجلترا أمام الجزائر، كان الحضور عربياً، وذاك مفرح للغاية، لكن أين إنجلترا! الطليان يتعادلون أمام نيوزيلندا! يا ساتر!! الألمان يخسرون أمام الصرب!! ((أفا))!! الإسبان يخسرون أمام السويسريين!! ما هذا!! حتى كوريا الشمالية نشفت دم البرازيليين! المكسيك تشرشح فرنسا كما تريد!!! وأين! في كأس العالم!! هناك كأس عالم، وفي دورها الأول، كانت المتعة غائبة!! كرة القدم باتت فعلاً باهتة! الآسيويون كان لهم حضور مميز في كأس العالم حتى واليابان تخسر أمام الهولنديين، إلا أنها كانت الأخطر! حتى كوريا الجنوبية قدمت مستوى مشرفاً أمام التانجو، ذاك المنتخب الوحيد الذي يمتعنا (بثبات) على الأقل!
كأس العالم الحالية تكاد تكون الانطلاقة الحقيقية لمنتخبات الظل! تلك المنتخبات التي عانت كثيراً البقاء في الصفوف الخلفية! كرة القدم الآسيوية والإفريقية قادمة، وإن كانت ببطء! الخبير جيفري ماركوس في النيويورك تايمز يقول في مقاله الأخير "إن نجوم كرة القدم في كأس العالم الحالية (فشلوا ) في تقديم أنفسهم بالشكل الجيد. الطرق الدفاعية خنقت المتعة، لكن النجوم الحقيقيين فعلاً باتوا عملة أكثر من نادرة! في مباراة الألمان الأولى، كانت الأربعة حاضرة! وأمام الصرب، غابت ألمانيا! إيطاليا غائبة تماماً عن المونديال! فرنسا!! ماذا عساي أن أقول! أما الإنجليز والإسبان فكلاهما في (الغياب) سواء!
أعود لماردي! ابن التانجو! الأكيد أن الجميع لاحظ أن بيليه هو من يبدأ غالباً (الحرش)!! وأحياناً، (يلطبه)!! لأن مارادونا فعلاً وسيلة سريعة جداً لتحقيق (المآرب)! عموماً، الجولة الثانية ستبدأ، وسنرى ماذا عسى الكبار أن يقدموا لنا! لست متفائلاً حقيقة! لكنني أمني النفس بكأس عالم حقيقية! كأس عالم عليها الكلام! قارنوا فقط بين كأس عالم إسبانيا، وإيطاليا، وأمريكا!! بل حتى الآسيوية في 2002! لتدركوا أن ما نشاهده الآن كأس... لكنها ليست (عالمية)! نشاهد كأس جمع الأموال، لا كرة قدم حقيقية!!
نوافذ
• ما يقدمه لنا مصطفى الآغاء كل ليلة (غثاء) فعلاً ويتماشى مع إفلاس كأس العالم الفني! إنه (أصداء الهز والوز)، لا أصداء العالم!
• بعد كأس العالم هذه، ستظهر صرعات جديدة في التحليل الفني!
• إن فعلها مارادونا وحصل على كأس العالم، فذاك يعني أن معادلة (المدير الفني) ستضرب وسيحل محلها (المدير النفسي)!
• أنيلكا الفرنسي أخطأ، لكن هناك من صعد الموضوع حتى تم طرده!!
• الرتابة هي عنوان كأس العالم 2010!! رغم خفة وزن الكرة!
• يبقى مارادونا اللاعب الوحيد في كرة القدم الذي يعطيك المعنى الحقيقي لكرة القدم.