المونديال على كف «سارا»
على صفحتها الأولى وبعد خسارة إسبانيا المخيبة أمام المنتخب السويسري وضعت صحيفة النيويورك تايمز صورة الإعلامية الإسبانية "سارا كاربونيرو" وعلقت يقولها: "الخطيبة تبدأ المحاكمة"، وكل ما في الحكاية أن سارا وخطيبها الحارس "إيكر كاسياس" أحد أفضل الحراس في العالم حاليا إن لم يكن أفضلهم يؤدي كل منهما مهمته بكل ما يملك من قوة! فالحارس يدافع عن ألوان منتخب بلاده وسارا تؤدي رسالتها الإعلامية كمذيعة في التلفزيون. ولكن ما يثير الشكوك حول مدى تأثير وجود "الحسناء سارا" خلف المرمى الذي يوجد فيه كاسياس في تدريبات المنتخب الأخيرة ووجودها معه أينما ذهب جعلت الجميع يسخر من كاسياس بعد ولوج هدف في مرماه لم يكن ليحدث لو كان كاسياس في أفضل حالاته بزعمهم.
ليس ذلك فحسب، ولكن إيكر أجرى أول حديث بعد المباراة حصريا لسارا، وأعتقد أنه يفضل أن يجري اللقاء معها أكثر من مراسلي الجزيرة لعدم ثقته بوصول الصورة للمشاهد!
في مسابقة عالمية كبرى مثل كأس العالم يحتاج اللاعب، أي لاعب إلى تحضير ذهني دقيق وهو ما لمسناه من خلال مباريات الجولة الأولى، فالمنتخبات الكبرى "باستثناء ألمانيا" لم تظهر بمستوياتها المعروفة والمنتظرة منها مقارنة بما تملك من لاعبين وأجهزة فنية على مستوى عال، فالبرازيل، فرنسا، إيطاليا، الأرجنتين، إسبانيا، وإنجلترا تعثرت في البداية أو واجهت صعوبة كبرى في تخطي مباراتها الأولى وليس هناك سبب في عدم ظهور هذه المنتخبات بمستوياتها المعروفة غير العامل النفسي نتيجة الضغوط التي يواجهها هؤلاء النجوم من الجماهير ووسائل الأعلام المختلفة، ولكن في الجولتين الثانية والثالثة ستتضح الصورة وسيكون البقاء للأفضل. صحيح أن نقاط المباراة الأولى مؤثرة ولكن الفوز في المباراتين التاليتين يعد كافيا للتأهل.
- تلوح في الأفق احتمالية اتفاق بين الأورجواي والمكسيك حول الاكتفاء بالتعادل لضمان تأهل المنتخبين على حساب كل من جنوب إفريقيا وفرنسا، هذا ما يردده الفرنسيون، ولكن لا أعتقد أن أيا من المنتخبين سيجازف بمقابلة ميسي ورفاقه في دور الـ 16 مقابل ضمان التأهل، في الجانب الآخر يصلي الأرجنتينيون من أجل مقابلة فرنسا التي تعد أسهل من الجارة اللدودة (الأورجواي) ومنتخب المكسيك "الشرس".
- إسبانيا هي المنتخب الأكثر اكتمالا على المستوى العناصري وفي جميع الخطوط، ولكنهم لا يملكون ما يملك المنتخب الإيطالي، والألماني وهي "العزيمة" هذا ما عانى منه الإسبان منذ عقود حتى خطف جيل تشافي، وتورريس كأس أوروبا الأخيرة، فعامة الإسبان متفائلون بتحقيق المونديال، ولكن صديقي قال: "حتى نحرز كأس العالم يجب أن نحصل على كأس "الأمة" الأوروبية مرة أخرى، لأن هناك ما يسمى بأمريكا اللاتينية، والمضحك أننا من اكتشفها"!
- البرازيل، والأرجنتين يمتلكان أسلحة المهارة والحلول الفردية ولكن يعيبهما ضعف الدفاع خصوصا الأرجنتيني، ويعلم الأرجنتينيون ذلك والدليل أن عددا من اللاعبين حملوا الجماهير الحاضرة مسؤولية الهدف الكوري، وذلك لعدم الضغط على زملائهم المدافعين بحكم أن الهدف كان غلطة بدائية جدا، ولذلك فسلاح مارادونا الهجومي هو ما يمتلكه فعلا ويراهن عليه، أما الدفاع فهو "تحت ستر من الله"!
- بالمناسبة، مارادونا شخص "فوضوي" من وجهة نظر كثيرين على المستوى الشخصي، ولكنهم يعشقونه إلى حد الجنون كلاعب، وعرفت السبب في ذلك بعد رأيه في حظوظ المنتخب الإسباني أمام نظيره السعودي في الاستوديو التحليلي الذي يسبق مباراتهما في مونديال 2006 حينما قال "لو لعب نادال ضد المنتخب السعودي لحقق الفوز"، في إشارة إلى لاعب التنس الإسباني رفائيل نادال، فسخرية مارادونا من الآخرين الذين كان آخرهم الأسطورتين بيليه وبيلاتيني جعلته غير محبوب على المستوى الشخصي على الأقل بالنسبة لي!
نقطة توقف
- صحيح أن المنتخب السعودي حقق بعض النتائج الإيجابية في المونديال ولكنها لم تكن مقرونة بمستوى مقنع في أي مباراة خاضها في المونديال كما هو الحال للجزائر أمام المنتخب الإنجليزي، حتى الأهداف التي سجلت لم تكن فيها جملة تكتيكية إذا ما استثنينا هدف فهد الغشيان في السويد وسامي الجابر في تونس.
- المهاجم المكسيكي الرائع هرنانديز ليس هو الأول ولا حتى الثاني الذي يشارك من عائلته في المونديال، فقد سبقه جده في مونديال 1954، وكذلك والده عام 1982، موهوب أبا عن جد.
- ما قدمه نجوم الجزائر أمام إنجلترا دليل على أن مشكلة اللاعب العربي في عقليته وإعداده النفسي لأن المهارة لا تنقصه، ولكن الجزائريين يتميزون بالقوة الجسمانية التي استطاعوا من خلالها تحجيم عمالقة إنجلترا، مشكلة اللاعب الخليجي عدم اهتمامه بتمارين الحديد في سن مبكرة وخصوصا مرحلتي الناشئين والشباب.
- الفارق بين النجمين الكبيرين ماجد عبد الله وسامي الجابر داخل الملعب هو ذلك الفارق نفسه في الاستوديوهات التحليلية.