المرأة الحائلية

تعرفت من كثب على المرأة الحائلية من عدة رحلات إلى عروس الشمال، ومنها جائزة الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقَة حائل والجائزة تؤكد اهتمام سموه بِتشجيع طالبات وبنات المنطقَة على التفوق والإبداع لتحقيق أهدافها التربوية والتعليمية ودعم جهود الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنات بحائل لتشجيع المتفوقات والموهوبات لتشمل هذه الجائزة عناصر التفوق كافة وضمان وصولها إلى جميع طالبات المنطقَة في مدن ومحافظات وقَرى منطقَة حائل كافة، وتستهدف الجائزة جميعِ المسارات التعليميَةَ للبنات في مدارس التعليم العام وتحفيظ القرآن والتربيةَ الخاصَة، إضافة إلى برنامج تعليم الكبِيرات. كما تشمل الجائزة فرعا آخر هو حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية، إضافة إلى فرع الموهبة في الآداب والفنون والعلوم والتكنولوجيا.
فرحت أني شاهدت على تفوق المرأة ولم يقتصر على المدن الكبرى، وفرحت بصفات المرأة الحائلية المتعددة، أديبة وشَاعرة وروائية, وإدارية، ومواطنة وأولا وأخيرا إنسانة تشارك في التنمية من حائلها ونجرانها وجيزانها وجوفها وعسيرها تعليما وتنظيما وتدريبا. وأيضا اطلعت على تاريخ المرأة الحائلية في زيارة ميدانية لمنطقَةَ ''الجبة''، تلك المنطقَة الَتي يتغنى أهلها بتراثهم وعشقَهم للأرض سطرت المرأة الحائلية تاريخها في الأعمال اليومية التي لا نهاية لها. في أيام معدودة طاف بنا منظمو الجائزة في جبالها وسهولها ووديانها وأطلعونا على دور المرأة الحائلية حاضرا وماضيا.
بالرغم أيها القَاري الكريم، من أن أحوال المرأة السعودية، الحائلية وسواها، أصبحت في بعض مدن المملكة وقراها، تصاحبها ديباجة ''حسب الضوابط الشرعية'' وكأن ''الشرعية'' لا تطبق إلا في عمل المرأة، وكأن هذا الشرط لا ينطبق عموما على حياتنا اليومية كمسلمين! تقولون: إن الزمان قد تغير، وتغيرت أيضا أنماط العيش وضوابطه وأوامره ونواهيه. وأقول ماذا تغير اليوم في علاقاتنا مع أبنائنا وإخواننا وجيراننا وعمومتنا؟ أليسوا هم نتاج تنشئتنا في البيت والمدرسة والجامعةَ؟ أليسوا هم من تلقفوا العلم بمواد الدين والفقه والتوحيد والثقَافة الإسلامية من مؤسستنا التعليميةَ؟
إنهم أبناؤنا، أبناء هذا الوطن، حيث الآمال معقودة عليهم لرفعته وتقدمه وبنائه. إنهم أبناؤنا أمل الحضارة الَتي ستشع بالعلم والتسامح والإنسانية في كل أرجاء الوطن الغالي.

إنهم أبناؤنا أيها الإخوة والأخوات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي