إلى متى يستمر اعتماد الكرة العربية على الخواجات؟ (3 من 3)
بعد توضيح عدد من الحقائق التي تشير إلى أهمية إعطاء الموضوع حقه والعناية بمفرداته التي وردت في المقالين السابقين, نضع النقاط فوق الحروف من أجل إيجاد البديل أو البدائل. وحتى يأخذ الموضوع الجانب العلمي، علينا أن نحدد الصيغة التي يمكن أن نبدأ بها التغيير, والتي تتركز على ثلاث نقاط رئيسية: تحديد البديل, تحديد المراحل التي تمر بها الفترة الانتقالية, والإجراءات الخاصة بتجهيز البديل وعبور الفترة الانتقالية.
#2#
أولاً:تحديد البديل.
إن البديل المقترح بلا أدى شك هو المدرب الوطني أو العربي بصفة أشمل، وهنا لا بد أن نصحح بعض المفاهيم السائدة في تأهيل المدربين الوطنيين والعرب بصفة عامة, التي يتم فيها التركيز على تأهيل المدرب عبر دورات تدريب منها دورات عامة ودورات خاصة، وفي هذه الدورات يتم التأهيل الفني للمدرب، وبما أن التدريب عملية منظمة لها أهداف تعمل على تحسين ورفع مستوى اللاعب للفعالية الخاصة أو النشاط المختار. وتهتم برامج التدريب باستخدام التمرينات والتدريبات اللازمة لتنمية المتطلبات الخاصة بالمسابقة, والتدريب يتبع مبادئ مهمة, ولتخطيط لعملية التدريبية على أساس هذه المبادئ, وكي نضمن أن هذا المدرب يؤدي الدور المنوط به حسبما ذكرنا في الحلقات السابقة، وحسب مبادئ التدريب الرياضي التي تعد هي الأساس الذي تبنى عليه عملية التدريب ككل, ويجب أن يلم بها المدرب حتى يستعين بها في تنفيذه البرامج التدريبية المختلفة, فيجب أن يتم تأهيل المدرب على المعارف والمعلومات والمبادئ العلمية المستمدة من عديد من العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية كالطب الرياضي والميكانيكا الحيوية وعلم الحركة وعلم النفس الرياضي وغير ذلك من العلوم المرتبطة تطبيقاتها بالمجال الرياضي، وفي كل المناحي التدريبية المتضمنة التغذية والبيوميكانيك، علم النفس وعلم الفسيولوجية .
كما يجب أن نؤهله بالطريقة العلمية للارتقاء بمهاراته في التدريب, التي تتضمن:
معرفة كيفية التواصل الفاعل مع الرياضيين وذويهم.
فهم الطرق التدريبية والمبادئ العلمية للتدريب.
فهم مناهج التعليم الخاصة وتطبيقها.
فهم أنواع وأساليب التعامل مع الناشئين.
فهم قدرات نمو الأطفال.
نصح الرياضيين نحو سلامة مسارهم الرياضي.
فهم الأسباب والتعرف على مظاهر زيادة الحمل التدريبي.
إعداد البرامج التدريبية للاحتياجات الخاصة بالناشئين.
مساعدة الناشئين على تعليم مهارات جديدة.
استعمال الاختبارات التعقيمية لسير البرنامج ومراقبة الأداء.
نصح الرياضيين نحو التغذية التي يحتاجون إليها.
فهم كيفية تطوير جهاز الطاقة لدى الرياضي.
القدرة على التوجيه للرياضي بالاسترخاء والتحضير الذهني للمهارات.
النصح والتوجيه للرياضي نحو الطريقة الشرعية لاستعمال الأدوية والمواد الإضافية.
تقييم مستوى الأداء في المنافسة.
ثانياً:يجب أن نحدد المرحلة الانتقالية التي تنقسم إلى قسمين:
تأهيل المدربين بالمستوى المذكور أعلاه.
عقد ورش عمل لتطبيق مواد التأهيل والاطلاع على كل ما هو جديد في هذا المجال والاستعانة بالأطباء والباحثين والخبراء في العلوم المساعدة لعلم التدريب لزيادة حصيلة المعلومات لدى المدرب ولإعطاء الفرصة لمزيد من الاستفسارات من هؤلاء المختصين وتحديد نقاط الالتقاء حسب التجارب المكتسبة من الممارسة العملية لهؤلاء المدربين وتعارض بعض المواد العلمية مع التطبيق العملي.
#3#
ثالثاً: هناك إجراءات خاصة ضرورية ولا يمكن أن يحقق أي أحد أو جهة نجاحاً إن لم يتمتع بها ألا وهي الثقة بالنفس, وهي عبارة عن قول وعمل واعتقاد مثل الإيمان, فهي مجموعة عبارات عن قناعات تستقر في القلب وعن كلمات ينطق بها اللسان وحركات تأتي بها الأركان.
ولذلك يأتي دور المسؤولين والإداريين في بث الثقة في نفس هذا المدرب لأن بث الثقة في النفوس ليست كلمات ونصائح تسمعها, لكن ينبغي أن تعقبها ممارسة ينبغي أن يتم التعود عليها.
رابعاً: هناك أشياء ضرورية جداً تدفع المدرب الوطني والعربي لتقديم المطلوب منه, خاصة فيما يخص جانب منحه الثقة الكاملة, ونذكر هنا أهم النقاط في هذا الخصوص:
الثقة بالمدرب يمهد الطريق لتقوية ثقته بنفسه.
وضع البرامج العلمية الهادفة لإنجاز ما لديه من قدرات ومهارات.
إعطاؤه الصلاحيات الكاملة والحرية المطلوبة في تنفيذ برامجه.
التحفيز والتشجيع وإيجاد الدوافع الإيجابية له للقيام بالواجب والمهمة المطلوبة.
إعطاؤه الفرصة الكاملة مع المتابعة المتوازنة.
إيجاد السبل وأساليب الانسجام مع الفئات التي يقوم بتدريبها.
بناء روح التفاؤل في المدرب.
الصبر على أدائه.
مساواته بالمدرب الأجنبي فيما يخص المستحقات المالية وغيرها.
خامساً: ومما لا شك فيه أن ما ذكرت لا ينطبق على الإداريين أو المسؤولين فقط, بل هنالك جهات أكثر أهمية, وهي الجهات الإعلامية التي يقع عليها دور كبير وفاعل في ترسيخ هذا المفهوم, خاصة وسط أبنائنا الناشئين، وعليهم عدم التسرع في الحكم عليهم، يجب أن نعطيهم الفرصة الكاملة مثلما نعطي المدرب الأجنبي الفرصة، وهناك أيضاً دور مهم منوط بالمدارس والمعلمين وضرورة توعيتهم الطلاب والناشئين من الرياضيين بأهمية الثقة بالمدرب الوطني والعربي وتحسين الصورة وزرع الثقة بهم تجاه هذا المدرب، وجهات أخرى ذات صلة. ولنا عودة للإخوة المدربين العرب في مجال آخر، آمل أن أكون قد وفقت في عرض الموضوع بصورة تفيد كرتنا العربية مع أمنياتنا الطيبة لكرتنا العربية بالتقدم والازدهار.