المونديال ..
ساعات قليلة تفصلنا عن أهم تظاهرة كروية عالمية، ساعات ويبدأ المسلسل الكبير للفوز بكأس العالم والتربع على العرش لمدة أربع سنوات قادمة.. شخصياً لا أرشح أحدا ولا أدري من سيفوز بكأس العالم، ولكنه حتماً سيكون فريقا سبق له الفوز، إضافة إلى منتخبات قوية مثل إسبانيا وهولندا، الجميل في كأس العالم هو التنظيم، فالدولة المنظمة تعطي مساحة زمنية لا تقل عن سبع سنوات لاستضافة النهائيات، وهناك عمل كبير وشاق تقوم به الدولة المضيفة للبطولة، ولكنه يجلب استثمارات، ويحرك الاقتصاد طوال السنوات السبع حتى انتهاء المونديال، ودائما الدولة المضيفة لمثل هذه الأحداث العالمية لديها آلية محددة للاستفادة من كل ما يبقى خلف المونديال..
يعد هذا المونديال هو العاشر الذي أتابعه عبر جهاز التلفزيون فقد بدأت رحلتي مع كأس العالم عام 1974م بمتابعة صوت المعلق المصري الشهير الراحل محمد لطيف في ألمانيا الغربية (يومها لم تتحد الألمانيتان بعد)، وكانت المباريات تنقل في اليوم التالي بالأسود والأبيض، ثم مع صوت زاهد قدسي ومحمد رمضان وسليمان العيسى في مونديال الأرجنتين عبر النقل المباشر الملون، ثم اختلط الحابل بالنابل من خلال أصوات عربية كثيرة في مونديال إسبانيا 82م وما بعدها وكان لي شرف حضور كأس العالم 1994م، ممثلاً لجريدة عكاظ، وكان هناك عدد من الزملاء الإعلاميين، وكانت تغطية الإنترنت قد بدأت، ولكننا كإعلاميين سعوديين لم نتعامل معها، فكان المراسل يكتب بيده وعلى أوراق شفافة ثم يرسل إلى صحيفته عبر الفاكس، بل كنت أنا والزميل خالد دراج (رئيس تحرير جريدة شمس حاليا) نملك دون غيرنا جهاز إرسال الصور، وكنا نقوم بالتصوير الخاص لعكاظ، ونرسل عبر هذا الجهاز.. كنت أسمع أن مارشال مكلوهان يقول العالم قرية صغيرة مع وسائل الإعلام وهذا من خلال وسائل الإعلام التقليدية صحافة،إذاعة،تلفزيون ولكن العالم أصبح(غرفة) صغيرة وليس قرية يا مارشال يا بن مكلوهان مع وسائل الإعلام التفاعلية مع انتشار الإنترنت ومشتقاتها من تقنيات كثيرة.. وأنت في غرفتك الصغيرة وعبر جهاز صغير تستطيع أن تجول العالم، وأن تغطي بطولة كأس العالم في جنوب إفريقيا وأن تتابع جميع تفاصيل إحداثها لحظة بلحظة وتستطيع أن تنقل هذه الأحداث إلى آخرين، وأن تتشارك مع مجموعات أخرى وتتحدث إليهم، ويتحدثون إليك ويتبادلون الأفكار والأخبار وأنت في غرفتك الصغيرة..نرجع إلى مونديال جنوب إفريقيا، ونقول حتى تقنية اللعبة تغيرت كثيرا ولو يعود بيليه للعب الآن فإنه لن يكون المعجزة الكروية لأن أساليب اللعب اختلفت والمهارة الفردية تطورت والأداء الجماعي أصبح السمة للفريق الذي يبحث عن تحقيق الإنجاز، فنجومية ميسي قد لا تعطي الكأس للأرجنتين وعبقرية كريستيانو رونالدو لن تمنح البرتغال كأس العالم، ولو عدنا إلى آخر أربعة مونديالات نلاحظ أن البطل اعتمد على الأداء الجماعي ولم يعتمد على النجوم الفرديين.. تغيرت كأس العالم على مدى 80 عاما مضت فمن مشاركة مباشرة لـ 13 دولة عام 1930م إلى تصفيات تضم 208 منتخبات، والجديد الذي قد يجعل البطولة أكثر متعة وإشراقا وقوة ومنافسة هو الأخذ باقتراحي الذي أرسلته للفيفا قبل ثمان سنوات بتقسيم العالم حسب المستوى الفني إلى 31 مجموعة، وليس تقسيما جغرافيا (قاريا)، كما يحدث الآن، لا أريد أن أشاهد نتائج كبيرة في المونديال، نريد مباريات صعبة وتنافسية من الافتتاح حتى الختام، بقي أن أقول إن نيلسون مانديلا والتمييز العنصري الذي عاشه في السجن على مدى 27 عاما كان سببا مباشرا في دخول المونديال إلى إفريقيا، هكذا هم الأبطال الذين يصنعون أو حتى يغيرون التاريخ.
أطروحات
•للأسف لا يزال البعض يقول كأس العالم في جوهانسبيرج، والصحيح أن كأس العالم تذكر فيها اسم الدولة، بينما الأولمبياد تذكر المدينة فنقول مونديال إيطاليا أو الأرجنتين أو إسبانيا، ونقول أيضا دورة الألعاب الأولمبية في بكين أو برشلونة أو أتلانتا.
•لا يمكن لأي موظف مهما كانت مرتبته أن ينجح في العمل في مجال كرة القدم، ولكن يمكن لمن مارس اللعبة أو عمل في دهاليزها وقراءة أنظمتها ولوائحها أن يفيد المجتمع الكروي.
•بعض الضيوف في بعض البرامج الرياضية يجبرك على قفل جهاز التلفزيون وأحيانا قد تضطر إلى كسر الجهاز وليس إقفاله فقط.
•أتمنى من بعض من يسمون أنفسهم إعلاميين رياضيين إفادتي عن سبب اختيار دولة الكويت الشقيقة للون الأزرق لمنتخبها الوطني رغم عدم وجوده في ألوان العلم الوطني، وأيضا أسباب اختيار هولندا للون البرتقالي، رغم عدم وجوده في العلم الوطني؟.