النصر بمَن حضر
بدأ موسم الصيف اللاهب وبدأت الأخبار المثيرة والمعتمدة في أغلبها على الشائعات والتخمينات في الانتقالات والتعاقدات والاستقالات التي تنسب إلى مصادر موثوقة وخاصة؛ وكل ذلك لملء الفراغ في أغلب الصفحات الرياضية في ظل قلة الأقلام الرياضية المحترفة.
ولولا أجواء مونديال 2010، الذي سينطلق نهاية الأسبوع الحالي، لأصبحت هذه الأخبار هي الشغل الشاغل لوسطنا الرياضي .
ـــ استقالة سلمان القريني مدير عام كرة القدم في نادي النصر على الهواء مباشرة كانت مفاجأة للجماهير النصراوية ومن قبلها إدارة نادي النصر.
ومع احترامي للجهد الكبير الذي بذله "أبو حمد" طيلة الموسم الماضي؛ والأثر البالغ الذي تركه ضمن فرق العمل النصراوي، والتقدم المذهل للنتائج, إلا أن استقالته على الهواء كانت سقطة احترافية للقريني، فهو مَن نادى بعدم نشر الغسيل للنادي في الإعلام وحاول ترسيخ حل المشكلات بهدوء داخل البيت النصراوي دون ضجيج وصخب إعلامي؛ وهذا على الأقل ما سمعته منه خلال مشكلة اللاعب يوسف الموينع والتي انتهت بإبعاد اللاعب.
من وجهة نظري، يجب على إدارة النصر طي صفحة القريني وعدم محاولة استرضائه للعودة وتوجيه خطاب شكر لمجهوداته، والبدء باختيار رجل من رجالاته الكثر لتولي المهمة، ولديهم المتسع من الوقت لعمل ذلك.
يجب ألا يتوقف الكيان النصراوي عند أيٍّ كان؛ وكما قال رمز النصر الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود في إحدى مقولاته التاريخية "النصر بمن حضر".
-أتمّ نادي النصر كثيرا من تجهيزاته وتعاقداته للموسم الجديد بما فيها المعسكر الخارجي، بقيادة الأمير فيصل بن تركي، والذي بدأ بالسير قدما بفريقه إلى منصات التتويج الموسم المقبل، ولكن تتمنى جماهير النصر منه العمل على احتواء جميع النصراويين وأعضاء شرفه بعد أن كثر الكلام عن سياسة الإقصاء التي تتبعها إدارة النصر ضد الحرس القديم كما يُشاع، ويجب أن يكون النصر للجميع كما هو دوما.
-تجديد نادي الهلال عقد الحارس حسن العتيبي أراح كثيرا من الهلاليين على مركز حراسة المرمى، هذا الحارس الذي رأى فيه مدرب الهلال جيريتس ما لم يره غيره؛ وكاد يغيب في غياهب النسيان وفضله على الأخطبوط وعملاق الحراسة السعودية محمد الدعيع، والذي بات يعد العدة للاعتزال، وأتمنى من إدارة الهلال تحقيق رغبته وتكريمه بما يليق به كحارس كان له الدور الأكبر في تحقيق بطولات عديدة للهلال، وذاد عن مرماه أعواما عديدة، وأسهم في خدمة المنتخب السعودي، وكان الحارس الأبرز في السعودية وفي آسيا في الأعوام الـ 20 الماضية. ـ يجب على الاتحاديين لملمة أوراقهم والاجتماع لاختيار رئيس جديد لهم بعد إصرار الدكتور خالد المرزوقي على الاستقالة احتراما لوعده الذي قطعه على نفسه سابقا، ولم يثنه عن ذلك تحقيقه أغلى بطولة في هذا الموسم. المرزوقي هذا الرجل الأكاديمي الهادئ والذي سيفتقده الاتحاديون والوسط الرياضي، ورغم براعته في جراحة القلوب واستطاعته رتق الجروح في فريقه وأعاده بسرعه إلى الواجهة وتحقيق البطولات, إلا أنه لم يستطع رتق الجرح الكبير والغائر في الجسد الاتحادي المتمثل في الاختلافات الكبيرة بين أعضاء شرفه. لقد حان الوقت لاجتماع رجالات الاتحاد وأعضاء شرفه وتنصيب إدارة جديدة تحظى بدعم الجميع لقيادة فريقها الموسم المقبل.