تجارب ناجحة وأطروحات فاشلة
لا جدال في أن التجارب الثلاث التي لعبها المنتخب السعودي لكرة القدم أمام الكونغو، نيجيريا، وأخيراً إسبانيا والنتائج التي حققها تعطينا أملا جديدا في كرة قدم سعودية منافسة دوليا، فالهزيمة من إسبانيا أحد مرشحي الفوز بمونديال 2010، بثلاثة أهداف لهدفين، والتعادل مع بطل إفريقي كفريق مثل نيجيريا سلبيا، يؤكدان أن استراتيجية العمل في الاتحاد السعودي تسير وفق رؤية محددة وواضحة وسليمة.
وللأسف هناك مَن (تفلسف) في حديثه عن معسكر المنتخب وعن المباريات الثلاث وما الفائدة منها؟ ولماذا نرهق اللاعبين؟ ولا أدري ماذا سيكون تعليق بعض هؤلاء لو كان المنتخب السعودي وصل إلى مونديال 2010 وسار البرنامج الزمني كما هو الآن حيث أقيم كأس الأبطال في منتصف أيار (مايو) الماضي، وأقام المنتخب السعودي معسكراً إعدادياً له في أوروبا للذهاب إلى جنوب إفريقيا؟ هل سيقولون لماذا المعسكر في هذا الوقت وبعد دوري طويل جدا ومرهق؟ هل كانوا يرغبون في أن يعطى اللاعبون إجازة شهر ثم تتم دعوتهم لمعسكر إعدادي للمونديال.
وللأسف ما زال الدجل من بعض مَن يعتقدون أنهم أصحاب فكر في هذا المجال ولديهم خلفية عن الاتحاد الدولي أو الأمور الدولية بشكل عام، بل إنهم يعتقدون أن دخول مواقع الإنترنت أو ما شابه ذلك يعطيهم أفضلية في الحديث عن أمور تتعلق باللوائح والأنظمة، فقد ذكر أحدهم أن 16 مايو 2010 آخر يوم تقام فيه منافسات كرة القدم في العالم استعداداً للمونديال؟! وهذا كلام غير صحيح البتة ويحق لأي دولة أن تستمر في منافساتها حتى أثناء كأس العالم طالما أنها ليست مشاركة وليس لديها لاعبون دوليون محترفون يحتاجون إلى التفرغ لمنتخبات بلادهم، مع العلم أن الدوري الجزائري، وهي دولة وصلت إلى كأس العالم، لا يزال مستمراً حتى تاريخه وكثير من الدول ومنها مصر.
أعود لمباريات المنتخب السعودي ومعسكره الناجح جدا ونتائجه التي ستنعكس على تصنيفه الدولي الذي سيصدر قريبا، وأقول إن "فيفا" عندما يضع روزنامة "أيام فيفا" لا يضعها لكي يستفيد المنتخب السعودي منها لدورة الخليج أو دورة إقليمية أو دورة ودية، هو يضع روزنامة عالمية تعطي فرصا متساوية لجميع الدول واللاعبين المحترفين للمشاركة مع منتخبات بلادهم سواء مباريات ودية أو رسمية، وهذا القرار الذي اتخذ في 23 تموز (يوليو) 2002 كان هدفه توحيد تفرغ اللاعبين للمشاركة مع منتخبات بلدانهم.. ولذلك فإن النظرة الثاقبة لمسؤولي اتحاد كرة القدم في إقامة مثل هذه النوعية من المباريات إنما هي لإحداث النقلة النوعية المرجوة لكرة القدم السعودية من خلال منتخب يقارع أعتى المنتخبات.
و في تصوري أن المباريات الثلاث التي لعبت في معسكر النمسا تعادل كل مباريات دورة الخليج القادمة والدورة التي تليها، وأتمنى على مسيّري اتحاد الكرة الاستمرار في هذا المنهج واستغلال كل أيام "فيفا" المقبلة حتى مونديال البرازيل 2014م.
أطروحات
• سجل النجم محمد السهلاوي أول أهدافه الدولية في منتخب إسبانيا، وهذه بداية قوية لنجم شاب ستكون مهمته خلال الحقبة القادمة قيادة هجوم المنتخب السعودي.
• فريق القرن السعودي تؤكده الأرقام والمنجزات خلال القرن الماضي، وليس فقط تصويت جماهير، والتصويت فقط أكد حقيقة قائمة، وهو تصويت نزيه وموضوعي ومن موقع كبير ومرموق ويحق لنا جميعا أن نفرح به.
• لا يحتاج النصر ككيان إلى أن تعترفوا بما قاله التصويت، وليس مجبرا أيضا ككيان أن يعترف بما تقوله المواقع الأخرى، ولكن لكل منا حقه في الفرح بما حققه طالما أن الأمر يتعلق بمنجزات وألقاب، والنصر لم يسعَ إطلاقا إلى أي لقب أو منجز، فكلها تأتي خاضعة لهذا الفريق العملاق ونجومه حتى لو بعد أعوام.