مساحات مهملة
بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الأراضي السكنية؛ ستُقبل الكثير من الأسر على شراء الأراضي السكنية الصغيرة وامتلاكها، ولكن تطبيق الاشتراطات والتنظيمات البلدية الخاصة بنسب البناء المسموح بها من إجمالي مساحة الأرض؛ قد يجعل احتواء جميع عناصر المسكن ضمن مساحة المبنى صعب التحقيق. كما أن اشتراطات البناء - مثل نظام الارتدادات – تؤدي إلى ظهور مساحات خارجية في المساكن، ويمكن في كثير من الحالات توظيف تلك المساحات لتصبح امتداداً معيشياً مكملاً لعناصر المسكن الداخلية؛ خاصة في حالة صغر مساحة المسكن وعدم إيفائه بجميع متطلبات الأسرة الوظيفية، أو لتلبية بعض الاحتياجات الاجتماعية الخاصة بها. ويعد بيت الشعر أو الخيمة، والجلسة الخارجية المكشوفة أو المظللة، وملعب الأطفال، وموقف السيارة، وربما أيضاً غرفة الخادمة أو السائق وغيرها؛ من العناصر التي يمكن استغلال المساحات الخارجية لتوفيرها.
إن الأفنية والفراغات الخارجية تصبح إذا ما أحسن استغلالها جزءاً مهماً من الفراغ المعيشي للمسكن؛ لذلك يلزم أخذها في الحسبان عند تصميم المسكن، وعدم إهمالها، والعمل بجدية على الاستفادة منها والانتفاع بها، ووضع عدد من العناصر الخارجية فيها بوصف ذلك امتداداً طبيعياً لمكونات المسكن الداخلية. إن إيجاد علاقة قوية لربط العناصر الخارجية بمكونات المسكن الداخلية قد يكون ضرورة اقتصادية يلزم اللجوء إليها في حالة صغر مساحة المسكن، أو ضرورة اجتماعية في حالة الحاجة إلى عزل العناصر الخارجية عن عناصر المسكن الداخلية.
ولضمان تحقيق العناصر الخارجية لفائدتها الوظيفية على أكمل وجه فإنه يتعين على المصمم المعماري تحديدها من البداية، وحساب مساحاتها في مرحلة إعداد البرنامج المساحي لتصميم المسكن، وإدراجها بوصفها عناصر أساسية في التصميم بمساحات كافية لتحقيق الهدف منها. كما يتعين عليه مراعاة الظروف المناخية عند تحديد مكانها ومدى ملاءمتها لتلك الظروف، حيث يلزم تظليل منطقة الجلوس المفتوحة وموقف السيارة إما بمظلات أو بتخصيص أماكن محددة لزراعة الأشجار الكبيرة فيها. والعناية كذلك بتوجيه العناصر التوجيه السليم؛ لتقليل فترات تعرضها لأشعة الشمس المباشرة في فصل الصيف والاستفادة من تدفئة أشعة الشمس في فصل الشتاء، خصوصاً بالنسبة لمنطقة الجلوس الخارجية ومنطقة لعب الأطفال. كما يلزم العمل على زيادة الاتصال البصري بين فراغات المسكن الداخلية والعناصر الخارجية باستخدام نوافذ كبيرة ومنخفضة، مع العناية بعدم المبالغة في رفع منسوب الدور الأرضي للمسكن عن الفناء الخارجي دون ضرورة. وتصميمها بالشكل الذي يحقق الأمان والراحة الوظيفية، فملعب الأطفال – على سبيل المثال - يفضل أن يأخذ شكلاً مربعاً أو شبه مربع مع العناية بتقليل الزوايا الحادة، وإيجاد فراغ صريح بعيد عن الحوائط والدرج والبروزات الإنشائية الخطرة، مع إمكانية رؤية الملعب ومرافقه من داخل المسكن (خصوصاً من المطبخ وصالة الجلوس)، وأن يكون بالقرب من المدخل حتى يسهل على الأم الخروج عند الحاجة.