الحاجة الماسّة إلى إعادة هيكلة وتغيير مسمى الجوازات

هذه مجرد فكرة أرجو من إخواني القائمين على إدارة الجوازات أن ينظروا إلى هذه الاقتراحات للفائدة العامة وليس للنقد، فأنا أعلم جيدا أن إدارة الجوازات تعد من أرقى الإدارات التابعة لوزارة الداخلية. توجد إدارة تابعة للمديرية العامة للجوازات تعمل تحت مسمى ''إدارة شؤون الوافدين''، لا تستغربوا أنه لو استثنينا قسم السفر للسعوديين، يصبح الكيان بأكمله إدارة شؤون الوافدين؟ ثم لماذا نطلق على هذا الكيان مسمى الجوازات؟ ربما نفهم أنه قديما أطلق عليه هذا المسمى لأنه كان يُصدِر جوازات السفر للسعوديين، ربما نفهم أن يطلق هذا المسمى في المنافذ لإدارة المغادرين والوافدين. الإدارة العامة للجوازات ليست فقط منوطة بأقسام سفر السعوديين، بل يدخل تحت مسؤوليتها إصدار الإقامات، تأشيرات الخروج والعودة، تأشيرات الخروج النهائي، نقل الكفالات، أقسام الترحيل، شؤون الوافدين! وإدارة المنافذ، الفرق الميدانية.. إلخ. إذا ليس هناك ما يشير إلى مسمى الجوازات سوى إصدار جوازات سفر السعوديين، جميع المسؤوليات الباقية تأتي تحت إطار إدارة شؤون الوافدين، بالتالي إدارة شؤون الوافدين هي في الواقع المديرية العامة للجوازات. أعتقد والله أعلم، أننا البلد الوحيد الذي يطلق على هذه المنشأة الحساسة والمتشعبّة المسؤوليات مسمى إدارة الجوازات أو المديرية العامة للجوازات.
التغيير المطلوب هنا ليس لمجرد التغيير. بل لزيادة التركيز على إدارة شؤون الأجانب الذين يقاسموننا العيش في هذا البلد المعطاء. لا بد لنا أن نعرف أنه يعيش معنا على هذه الأرض الطيبة نحو سبعة ملايين وافد يشكلون ثلث التعداد السكاني للمملكة تقريبا، وأقول هنا إن الأكثرية منهم يقيمون بصفة رسمية ولا خلاف في ذلك، لكن يوجد أيضا الكثير من العمالة السائبة وعدد لا بأس به من المقيمين بصفة غير شرعية. لا أريد الخوض في التبعات الاقتصادية والاجتماعية العكسية التي يسببها وجود العمالة السائبة وغير النظامية، ولكن أكتفي بالحديث عن الازدياد المطرد لهروب العاملات المنزليات والسائقين، ووجود العصابات المحرضة والقائمين على تشغيلهم بعد ذلك. لهذا عندما نتحدث عن زيادة التركيز والتخصص في إدارة شؤون الأجانب فإننا نتحدث عن تقنين الجهود التي من خلالها يتم التخلّص من هؤلاء وبالطبع سيكون له تأثير إيجابي، اقتصادي واجتماعي.
بعض الاقتراحات التي هي ليست أكثر من اجتهادات فكرية، مع التأكيد على أن إخواننا القائمين على هذا الكيان لديهم من رحابة الصدر والخبرة الكافية للقيام بما هو أكفأ من ذلك:
أولا: أقترح تغيير المسمى الحالي من المديرية العامة للجوازات إلى (الوكالة العامة لشؤون الوافدين)، وبذلك يصبح المسمى باللغة الإنجليزية General Expatriate Affairs Agency أو General Agency for Expatriate Affairs، وتُرجع فروع الوكالة في المدن أو المناطق كفروع تابعة للوكالة العامة الموجودة في الرياض. مثلا ''فرع الوكالة العامة لشؤون الوافدين في منطقة مكة المكرمة''. يترك مسمى الجوازات فقط في المنافذ مع مرجعيتها للوكالة العامة وفروعها.
ثانيا: يتم فصل قسم السفر للسعوديين من أقسام الجوازات الحالية ويُلحق بإدارات الأحوال المدنية مع مرجعيتها للوكالة العامة تحت مسمى ''قسم الجوازات والسفر''. بهذا يصبح إصدار بطاقات الأحوال، دفاتر العائلة، جوازات السفر للمواطنين من جهة واحدة، لا سيما أن الوضع الحالي بالنسبة لأخذ البصمة والتصوير يتم عن طريق أجهزة تبدو مؤقتة تابعة للجوازات ملحقة بالأحوال المدنية ويتم تغيير المسمى إلى الأحوال المدنية وجوازات السفر.
ثالثا: يتم فصل قسم نقل الكفالات من مكاتب الجوازات الحالية ويلحق بمكاتب العمل مع مرجعيته للوكالة العامة. فيسهل بذلك إجراء نقل الكفالة لوجود الجهات المختصة لإنجازها في مكان واحد.
رابعا: يلغى مسمى قسم الترحيل ويتم استبدله بمسمى ''الوافدين غير الشرعيين'' Illegal Aliens ، ويلحق القسم بفروع إدارات شؤون الوافدين. ويتم إلحاق قسم للشرطة والبحث الجنائي لهذا القسم، وذلك يسهّل عملية القبض على المطلوبين للجرائم والمطلوبين أمنيا، ويقومون باستخدام أقسام الترحيل كمهرب من البلد والقانون خصوصا في المنطقة الغربية.
خامسا: إنشاء قسم خاص بالفرق الميدانية تحت مسمى ''فرق متابعة الوافدين'' و تقوم الوكالة العامة بتكثيف أعداد الفرق و تجهيزهم بكل متطلبات عملهم وبخاصة السيارات المجهزة بالحاسب الآلي المرتبط بشبكة المعلومات.
والله من وراء القصد،،،

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي