إسرائيل والهموم العربية المتفجرة

تكاثرت الهموم العربية عندما حاولت أن أكتب في أحدها، فوجدت أنها تتزاحم وتلح على القلم وهي هموم الساحات الفلسطينية المتكاثرة، إضافة إلى هموم الساحة السودانية، والساحة العراقية، وأزمة مصر مع دول نهر النيل، فضلاً عن الكارثة الطبيعية في آيسلندا التي كان لنا في العالم العربي نصيب، بل نال أهل غزة جزءا من هذه الكارثة عندما تعطلت سفن الإغاثة التي تنطلق من موانئ أوروبا لكسر الحصار.
أما الساحة الفلسطينية، فجذرها الأساسي كما نعلم هو المشروع الصهيوني الذي يتجلى في هذه المرحلة بشكل متسارع ومتعدد الساحات والأدوات، كما تتنوع فيه فنون وألاعيب ومحاولات إخلاء فلسطين من سكانها، تارة عن طريق الجدار العازل الذي التهم شطرا كبيراً من الأرض في الضفة وفى شرق القدس، وتارة أخرى عن طريق الاستيطان الذي تركز بشكل غير مسبوق على شرق القدس بعد إعلان استبعادها تماماً لأي ترتيبات للتسوية كي تخلص هي والمقدسات الإسلامية لإسرائيل، ذلك كله في مواجهة أزمة مفتعلة أو على الأقل أزمة غير منتجة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، حتى وإن بدا للبعض في الخطاب الإسرائيلي أن واشنطن أصبحت كما قال نتنياهو بشكل غير مباشر من الغرباء الذين لا يوثق بهم.
وقد بدأت إسرائيل تنفذ قراراً يستند إلى الأمر العسكري البريطاني لعام 1945 خلال الانتداب البريطاني على فلسطين بإبعاد الغرباء عن الضفة الغربية. وهذا القرار هو استحداث لتفريغ الأرض من سكانها ولا جدوى للحديث عن الجوانب القانونية له لأن القرارات العسكرية الإسرائيلية قصد بها ألا يتم التقاضى بشأنها. ورغم أنه في حكم القانون الدولي جريمة دولية، إلا أنه في النظرية الإسرائيلية ممارسة مشروعة، وأداة للدفاع الشرعي عن إسرائيل ضد «المتسللين»، رغم أن هناك تلميحاً من جانب إسرائيل بأن هذا القرار يقصد به الضغط على السلطة الفلسطينية حتى تدخل في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.
في الساحة الفلسطينية نفسها هناك ملف آخر يتم تذكره كل عام دون جدوى، في 17 نيسان (أبريل) أحيا الفلسطينيون ذكرى يوم الأسير، وبهذه المناسبة إننا نأمل أن يصبح الأسرى الفلسطينيون جزءاً من الاهتمامات العربية والدولية لأن أسر إسرائيل للفلسطينيين قد أصبح إحدى أدوات إبادة الشعب الفلسطيني، كما توسعت فيه إسرائيل حتى ضاقت سجونها، وأصبح ربع الشعب الفلسطيني ضيفاً على هذه السجون.
ولعلها مناسبة لكي نذكر بالفرق بين مصير شاليط والهدف من خطفه وبين مصير الأسرى الفلسطينيين الذين يرجى مقايضة شاليط بهم، وكذلك الهدف من أسرهم، لأن هناك فرقاً بين خطف الجنود في جيش الاحتلال للضغط على إسرائيل لتنفيذ التزام دولي وهو إطلاق صراح الأسرى، وبين خطف إسرائيل للفلسطينيين المدنيين من أجل إبادتهم.
أما الملف الثاني المتفجر، فهو ملف السودان وآفاق الصراع والسلام بعد الانتخابات السودانية والحديث المتكرر عن انفصال الجنوب.
الملف الثالث، هو أزمة مصر مع دول حوض النيل وهو ملف له جوانب معقدة يمس السياسة والاقتصاد والقانون ولكنه قبل ذلك كله يمس حياة المصريين جميعا وبقاء مصر التي تعتمد اعتماداً مطلقاً منذ الأزل على مياه النيل.
هموم وملفات معقدة رأينا طرحها بقدر ما أسعفت المساحة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي