سحر التحفيز المعنوي
عندما نتكلم في موضوع التحفيز المعنوي نجد صعوبة في حصر جميع الطرق المتبعة أو التي يوصى بها، فلكل شركة ومؤسسة خصوصيتها، التي من خلالها تخلق أفكار جديدة لتقديم قيم إضافية لموظفيها، ومع أنها طريقة غير مكلفة وذات فاعلية عالية، ولكن تطبيقها قليل في الشركات السعودية.
كثير من الملاك أو المديرين التنفيذيين لا يعلم أن رؤية الموظف صورته منشورة في إحدى المجلات الحائطية في الشركة، أو إحدى رسائلها الدورية مع تعليق أو شكر أو اختياره الموظف المثالي للشهر تجعله يشعر بالفخر والسعادة التي قد لا تجلبها مبالغ كبيرة من الأموال، وفي الوقت نفسه يكون لهذا الخبر مفعول السحر على زملائه لمحاولة بذل الجهد ومزيد من العمل الجاد ليحجزوا مكاناً لهم في الأعداد المقبلة. لذلك نجد كثيرا من الشركات وخاصة الشركات عابرة القارات لها نشراتها الخاصة أو مجالتها الحائطية أو رسائلها الدورية التي توزع ويطلع عليها جميع منسوبي الشركة، وتطبيق ذلك ليس بصعب على الشركات العائلية المحلية.
وقد يكفي خطاب شكر مختصر من صاحب العمل أو كبار المديرين التنفيذيين في الشركة لأحد صغار الموظفين الجيدين يتم تعليقه في لوحة الشرف ليجعل من هذا الموظف شخصاً مميزاً ينسيه ما بذله من تعب وجهد في سبيل الحصول على مثل هكذا تقدير.
كذلك الممارسات اليومية للمسؤولين في الشركة تسهم في دعم فكرة التحفيز، فزيارة الموظفين في مواقع عملهم، وتبادل الآراء في مواضيع تخص عملهم ونشاط الشركة بشكل عام والاستعانة بأفكارهم لاتخاذ قرارات تدعم العمل وتوجهه بالاتجاه الصحيح، هذا يضفي الشعور بالمسئولية وتعميق الإحساس بالانتماء وبروح عمل الفريق. ولعل الإكثار من كلمات الشكر والثناء على ما يقومون بعمله (حتى لو كان ذلك من واجباتهم) يسهم في هدم الهوة بين المسؤول وموظفيه ويشعر الموظف بأهميته ويشد على أزره ويشحذ هممه لبذل مزيد من العطاء والتفاني في العمل.
كذلك علينا ملاحظة أن النزعة الإنسانية على اختلاف الظروف والأحوال هي نزعة نحو التطور والتطلع نحو الأفضل، وتنمية هذا الشعور عند الموظف بأن شركته تدعم هذا التوجه من خلال تسخير جزء من ميزانيات الحوافز لتوفير الإمكانات والظروف للموظف ليجد نفسه بمكان ووضع أفضل من خلال الحرص على تدريبه وتطويره تجعله متيقناً أنه دائماً في المكان المناسب أو سيكون في حال وجود الفرصة وفي حال استفاد من خدمات التدريب والتطوير التي تقدمها الشركة.
وهنا لا بد من ربط هذا الموضوع بمسألة مهمة جداً وذات صلة وثيقة وهي عملية الترقيات من الداخل، فالحري والجدير بالشركة خلق وإيجاد أشخاص من القاعدة ليتحملوا أعباء الوظائف القيادية في حال وجود وظائف شاغرة أو عند التوسعة وعدم البحث في الخارج والتأفف من عدم وجود المناسب بين موظفي الشركة بسبب عدم تأهيلهم وتجهيزهم لمثل هذه الظروف وليكن الباب مفتوحاً أمام المجدين والمخلصين للحصول على الترفيع والترقية، وبذلك تتحقق المعادلة الرابحة للموظف وللشركة في آن واحد.