من ينصفك يا نصر؟
تعرض نادي النصر السعودي بشكل خاص والكرة السعودية بشكل عام إلى الامتهان والمهانة على أرض «زعبيل» ملعب نادي الوصل الإماراتي عندما تعرض طبيبه ولاعبوه إلى اعتداء وحشي سافر على مرأى من الشرطة ومسؤولي نادي الوصل واللجنة التنظيمية، وكذلك تعرض البعثة إلى مضايقات عند خروجها من الملعب ناهيك عن الجماهير التي خرجت بصعوبة من الملعب في سابقه غريبة على كرتنا الخليجية أو ما تبقى منها، في ظل غياب موقف رسمي من نادي النصر أو الاتحاد السعودي لكرة القدم، حتى كتابتي هذا المقال ورغم مرور ثلاثة أيام على الحادثة، إن ما حدث لم يكن بل كان بسبق الإصرار والترصد، والشواهد هنا كثيرة ومنها تهديد ووعيد لاعبي الوصل وجماهيرهم قبل المباراة وما حصل في التمرين الأخير من محاولة التشويش على اللاعبين أثناء التمرين بإدخال مكبرات صوت ضخمة إلى الملعب في أساليب تم استجلابها من العصور الوسطى، وكذلك ما حصل مخالفة في تنظيم مواقع الجماهير وحسبما تم الاتفاق عليه صبيحة المباراة حيث من المفترض جلوس جماهير النصر خلف دكة الاحتياط النصراوية، وقد خانت الخبرة إدارة نادي النصر هذه المرة حيث كان بإمكانها استغلال كل هذه الظروف المشحونة لمصلحتها عن طريق الإصرار على تطبيق ما اتفق عليه والاحتجاج على المخالفات بل والانسحاب من المباراة بدلا من إكمالها حتى بدون منح الوقت للاعبيهم للهدوء والتعافي من الإصابات جراء الضرب. إن ما حصل لا ينبغي السكوت عليه ويجب اتخاذ قرار حاسم وأقلها انسحاب الأندية السعودية من تلك البطولة الركيكة التي تعيش على وهج الماضي، التي شهدت في العام الماضي هضم حق نادي الاتفاق وتعرضه لمضايقات أقل مما حصل لنادي النصر وفي الإمارات كذلك الصوت السعودي يجب أن يكون قويا داخل تلك اللجنة لأن البطولة ستُفرغ من محتواها الفني إلم تشارك الفرق السعودية الغنية فنيا وجماهيريا.
ما حدث من بعض المنتفعين في بعض القنوات الفضائية من إلقاء اللوم على نادي النصر في أحداث تلك المباراة هو سقطة كبيرة في حقهم وحق من يتابعهم، وانكشفت حدود الوطنية لديهم التي طالما تغنوا بها وكأن نادي النصر من كوكب آخر، فالوطنية يا ساده لا تتجزأ ولا يجب أن تقف عند حدود النادي الذي تنتمي إليه وما أثار دهشتي هو تغني بعضهم باحترافية الجهات الأمنية، كل ذلك لأنه النصر، ألستم أنتم من جرد بعض الرياضيين والإعلاميين من الوطنية عندما لم يباركوا ويطبلوا لألقاب حصلت عليها أنديتهم، وجردتم زملاء لكم من الوطنية عند ظهورهم ومناقشة قضايا رياضية سعودية في أحد البرامج الرياضية الشهيرة بكل موضوعية، اتقوا الله في أنفسكم.
يجب أن تطبق اللائحة في اجتماع اللجنة التنظيمية لكرة القدم في دول مجلس التعاون الخليجي، التي تحوي نصوصاً صريحة وكذلك لوجود حالات سابقة على المستوى الدولي في مباراة مصر وزيمبابوي التي أعيدت في فرنسا وكذلك العقوبة المغلظة على ناديي ليفربول والأندية الإنجليزية ومنعها من المشاركة في البطولات الأوروبية لمدة خمس سنوات لمجرد دخولها أرض الملعب في إحدى المباريات، وكذلك ما حصل على المستوى القاري عندما قام محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي بإيقاف لاعبي فريق القادسية الكويتي جميعا بعد ما حدث في مباراتهم مع السد القطري ومنع نادي القادسية من المشاركة آسيويا. ....من ينصف النصر...؟