هل الأخضر «بزنس»؟

 هذا السؤال لم تأت من مخيلتي ولكنه السؤال الذي طرحه الكاتب الرياضي الإسباني في صحيفة «لاناثيون» أو الأمة «خوسيه اقناثيو» في أحد أعمدته وذلك قبيل مشاركة منتخبنا الوطني الأول في كأس العالم 98. يقول خوسيه: «هبطت طائرة المنتخب السعودي على أرض المطار ولكن ما لفت نظري هو أن أغلب اللاعبين يحملون  «مسباحا»، لم يذهبوا إلى فندق كبقية الفرق ولكنهم ذهبوا لأفضل منتجعات ضواحي باريس، إذا كان كل لاعب قد حصل على سيارة فولفو ومبلغ 100 ألف دولار بعد فوزهم بهدف على أرض قطر فكم ستكون مكافآتهم إذا تأهلوا عن مجموعتهم ؟»ولا أظنهم سيفعلون»، يقولون إنهم يلعبون من أجل الوطن بل سيغضبون إذا سألتهم عن الأموال التي يحصلون عليها ولكنهم في قرارة أنفسهم يعلمون أن الشعار يعني لهم «بزنس» على الرغم من أن كليهما يعد شرفا على أية حال»، انتهى كلام خوسيه.
هناك حقيقة تاريخية وهي أن المنتخب السعودي يعود قويا بعد كل تجديد، بل يتفق الجميع على أنه المنتخب الأفضل، ولعل آخرها منتخب آسيا 2007 بعد فشل كأس العالم 2006, وقبلها منتخب أمريكا 94 بعد آسيا 92, ومنتخب كأس الخليج 2002 و2003 بعد نكسة كأس العالم 2002. ولكن القاسم المشترك هو عدم الاستمرار بنفس المستوى والأسماء مثل منتخبات أخرى كمنتخب مصر مثلا! لماذا يتردد مصطلح لاعب نادي ولاعب منتخب؟؟ لماذا يتمنى جمهور الهلال هزيمة المنتخب عندما يضر بمصلحة الهلال وكذلك جماهير النصر عندما لا يلعب فيه نصراوي أساسي ومثلهم جمهور الاتحاد عندما يستبعد نور؟؟ لماذا تستقبل شباك الأخضر أهدافا في نهاية المباراة ونادرا ما يلعب المباراة بنفس الرتم والقوة؟؟
لن أدع القارئ الكريم يفكر كثيرا لأنه لا يحتاج إلى ذلك، فمشكلة الجهازين الفني والإداري في المنتخب أنهما لا يعلمان دوريهما!! وسيأتي أيضا المدير الفني فيتم تزويده بمعلومات غير دقيقة ومبنية على العواطف والآراء الشخصية . فهل سيجد من يقول له أننا نعيش في أكثر الأوساط الرياضية تعصبا بحيث تحضر ألوان الأندية في مباريات المنتخب وتتم مفاوضة النجوم عن طريق زملائهم, هل سيجد من يقول له إن في المنتخب مبدأ الثواب موجود ومبدأ العقاب لا يحضر كثيرا، فالثواب يصل إلى حد «الدلال» والعقاب يصل إلى حد التهميش بغض النظر عن المستوى الفني كحالة محمد نور، والأدهى من ذلك أن نجوم المنتخب السعودي تتم محاربتهم بحملات منظمة وبإيعاز من مسؤولي الأندية وروابط مشجعيها كما هو الحال مع ياسر القحطاني. كيف سيبدع ياسر مع المنتخب وهناك سعوديون و»أجانب»  يقذفونه بأبشع الألفاظ في المدرجات وعلى مرأى ومسمع من اللجان وإدارة المنتخب؟ ليتم تصديرها إلى الدول الخليجية المجاورة، وبدلا عن حمايته تصمت على طريقة السكوت علامة الرضا .  
يأتي التعصب الرياضي في مقدمة أسباب عدم تطور المنتخبات السعودية وهو داء لا دواء له إلا بالإدارة الصارمة والمنصفة، وقبل ذلك قانون يطبق على الجميع دون تفريق ليعلم كل من أراد الدخول في المجال الرياضي أنه معرض للعقاب متى ما تجاوز الأنظمة، وسيجد الترحاب متى ما أسهم في نبذ التعصب وتطوير الرياضة.

نقطة توقف

ـ بعد هزيمته أمام النصر في الدوري فاز الهلال في جميع مبارياته التي تلتها إلى مباراة الاتحاد الأخيرة، يحتاج الهلال دائما إلى (هزة) تعيده إلى وضعه الطبيعي والبداية من دبي!
ـ الاتحاد ما زال الاتحاد ولكن المشكلات الشرفية كادت تعصف به، ولعل عودة حمد الصنيع أعادت المياه إلى مجاريها.
ـ فرصة النصر كبيرة في خطف بطولة إقليمية سترفع عدد بطولات الأصفر، وستكون بمثابة الدفعة المعنوية القوية لفريق عانى الأمرين في الـ 15 عاما الماضية وكذلك جماهيره.
ـ أتوقع مواجهة هلالية اتحادية في كأس الملك وبطولة آسيا، وكل منهما سيبعد الآخر عن بطولة!
ـ لم أفاجأ بما فعله لاعبو العين أمام الشباب من كثرة وقوع ومحاولة إخراج لاعبي الشباب عن جو المباراة، لأنهم يعلمون أنهم عاجزون عن مجاراتهم فنيا، وهي الخطة «غير الفنية» التي تنجح أحيانا أمام الفرق السعودية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي