جامعة الملك فهد .. في رعاية ولي العهد

جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مساء الثلاثاء الماضي، أطلقت عددا من المشاريع الحيوية ليس للمنطقة، بل حيوية لنا جميعاً، ومن هذه المشاريع إطلاق دورة جديدة للمنافسة الوطنية في المشاريع الصغيرة، وتدشين مشروع أوقاف الجامعة، وتدشين مركز الملك فهد للمؤتمرات، وإطلاق البرنامج الوطني للسياقة الوقائية. لذا كان ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز هو الحاضر الكبير ليشهد إطلاق هذه المشاريع التي تنفع الناس وتشغلهم بما هو خير لهم ولبلادهم، ولأن المشاريع بذرة مباركة لشجرة مباركة خيرها للناس أولاً، لم يكن الأمير سلطان هناك حاضرا مسؤولية التأسيس والإطلاق، بل كالعادة كان المبادر إلى تقديم الدعم السخي .. الدعم المادي، والدعم المعنوي الذي يقود الرجال ويدفعهم للمبادرة والإنتاج، لقد جاء خصيصا إلى هناك ليتبنى المشاريع الحيوية للجامعة، مثل مشروع الأوقاف وبرنامج السياقة الوقائية.
لقد أطلقت الجامعة برنامج السياقة الوقائية الذي استفاد منه حتى الآن (150) ألف طالب في المنطقة الشرقية، هذا البرنامج هو أبرز ما نحتاج إليه على المستوى الوطني مع ارتفاع عدد ضحايا حوادث الطرق، فالقتلى سنوياً يتجاوزون خمسة آلاف والجرحى تجاوزوا 30 ألفاً.. وهذه تجعلنا في المعدلات العالمية الأعلى. ويضاف إلى الخسارة الإنسانية، التكلفة الاقتصادية الناتجة عن تلف الممتلكات العامة والخاصة.. ولأهمية هذا البرنامج طلب الأمير سلطان أن يكون الرئيس الفخري للبرنامج.
هذه المبادرة من سمو ولي العهد ليكون على رأس هذا البرنامج هي رسالة وطنية مهمة .. وتعني أن السلامة المرورية عادت الآن لتكون في أولويات الدولة، وهذه فرصة لكل من يهمه إحداث تغيير رئيس ينهي تدهور سلوكيات القيادة وارتفاع عدد الحوادث. إنها فرصة إلى أن يبادر ليكون إضافة وطنية لهذا المشروع، ويهمنا مبادرة كل من (بيده قرار) سواء على المستوى المحلي أو الوطني لأن يقدم ما يساعد على التقليل من حدة كوارث الطرق التي نواجهها كل يوم وتتحول إلى وباء وطني لا أحد يتوقع أن يكون معزولاً عنه.
شركة أرامكو، في إطار برامج المسؤولية الاجتماعية، كان لها دور رئيس لإنجاح هذا المشروع وتبنت برامج ذات نظرة شاملة للمشكلة، وبهذا الخصوص ركزت على دور الطريق وأهمية احتوائه على المكونات والشواخص ذات الأثر المباشر في السلامة المرورية، كما تركز على البعد المهاري والمعرفي لقيادة المركبة، ودخول «أرامكو» في هذا المشروع نتطلع إلى أن يكون أشمل وأعمق نظراً للموروث الذي لدى الشركة في مجال السلامة والوقاية من المخاطر.
لقد أصبحنا في كل يوم أمام منجز وطني تقدمه الجامعات السعودية، فالدعم الذي توفره الدولة لمؤسسات التعليم العالي يأخذها إلى حقبة جديدة، والحمد لله أن جزءا مهما من دخلنا الوطني يتم استثماره لبناء الإنسان، هذا هو الإنجاز الذي يجب أن نفرح به وندعمه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي