كيف تزيد من دخلك ؟

الدخل الشهري هو أحد الأسباب الرئيسية التي من أجلها يقوم أي فرد بالعمل، وقد تكون هناك أسباب أخرى يقوم الإنسان بالعمل من أجلها إلا أن الأغلبية من الناس يعملون من أجل الحصول على مصدر رزق يسهم في تغطية مصروفاتهم الأساسية اليومية سواء كانت بالنسبة لهم كأفراد أو أسر.
واليوم لا يكاد يغطي الدخل هذه المصروفات الأساسية بل إن الموظف لا يمضي على راتبه الأسبوع الأول من الشهر إلا وينتهي ما تبقى منه إذ إنه في الأساس لا يتسلمه إلا وقد تناوشته مصادر مختلفة مثل أقساط السيارة أو الهاتف أو الكهرباء والماء وغيرها من الأقساط الشهرية المستحقة ما يجعل الإنسان يدخل في حيرة حقيقية كيف يوازن بين مصروفاته الأساسية وبين دخله الشهري؟ وهل الأفضل أن يتخلى عن شيء من هذه المصروفات أو أن يعمل على زيادة دخله لتغطيتها.
وعلى الرغم من وجود مثل يقول (مد لحافك على قدر رجليك) وآخر يؤكد أن (القناعة كنز لا يفنى) فإنني أعتقد أن مثل هذه الأمثال تسهم في خفض الروح المعنوية لدى الأفراد خصوصاً الشباب، كما تسهم في إحباطهم وحبسهم داخل صناديق مغلقة وإيهامهم أن هذا قدرهم وأن هذا الدخل الموجود من هذه الوظيفة هو نصيبهم المحتوم الذي لا يمكن أن يتغير مهما صنعوا، ولكن هناك عديدا من الطرق التي من الممكن أن تغير من حقيقة هذه الأمثال وتسهم في زيادة دخل أصحاب الوظائف ذات الدخول المنخفضة، ولكي يتم ذلك يجب عليك أن تكون في البداية صادقاً وجاداً مع نفسك وأن تكون مخلصاً في عملك حريصاً عليه وأن تعقد النية من داخلك بأن الوضع الحالي ليس مفروضاً عليك بل إنك ستعمل من خلال قدراتك ومهاراتك على تغييره ومن سبل تغيير مستوى دخلك وزيادة راتبك ما يلي:
- العمل الإضافي - ولكن ليس على حساب العمل الأساسي - وقبل العمل الإضافي يجب أن يتم مقارنة ما يبذله الموظف من جهد حالياً ووقت مع راتبه الحالي وهل لو تم تغيير العمل بفرصة أخرى وبنفس الجهد والوقت سيكون الدخل أعلى أم لا وهذه مقارنة مهمة يجب أن يتم التفكير فيها بجدية.
- تطوير المواهب والقدرات والمهارات، فلا يوجد شخص إلا ولديه مواهب ولكن كما يقال بإنها قد تكون مدفونة والذي يريد أن يزيد من دخله يجب أن يعمل على استثمار مواهبه وتطويرها فما هو موجود لديك لا يوجد عند الآخرين بل قد يكون هناك من يبحث عن مهاراتك ويدفع مقابلها الكثير فاعمل على تطويرها ليس ذلك فقط بل تعريف الناس بها.
- مراعاة تقدير المصروفات فمن غير المجدي أن تعمل على زيادة دخلك من جهة وزيادة مصروفاتك من جهة أخرى فبهذه الطريقة لن تكون قد حققت هدفك فيجب عليك أن تراجع على الدوام موضوع مصروفاتك وأن تعمل على ضبطها ودراستها لمعرفة ما هو ضروري منها.
- الانضباط والالتزام بمنهج وخطة تضعها لنفسك لزيادة دخلك فلن يأتي شيء من فراغ ولن تسقط عليك ثروة من السماء وما يأتي بسهولة يضيع بسهولة ولكي تزيد من دخلك يجب أن تتأكد أن عليك أن تشقى وتتعب في هذا الطريق ومن تراهم من الأغنياء لم يجمعوا ثروتهم بين يوم وليلة بل بذلوا الكثير والكثير من أجلها بما في ذلك صحتهم.
- طور نفسك لتزيد قيمتك واعمل على معرفة ماذا يريد الناس واحرص على الاستثمار في نفسك في ذلك المجال فما ستقوم بدفعه اليوم في نفسك ستجنيه مضاعفاً إن استطعت أن تسخره في المكان الصحيح.
- احرص على الإبداع والتفاني في عملك وركز على النتائج فمهما بذلت من جهد ووقت بدون نتيجة تسهم في تحقيق الأهداف المطلوبة لن يكون لذلك قيمة فالقيمة الحقيقية لعملك هي تلك التي تنعكس على تحقيق أهداف المنشأة التي تعمل فيها وبالتالي يصبح لك وزن ومكان فيها.
وقبل ذلك وبعده احرص على مراعاة الله عز وجل وإخلاص النية فيما سبق مع التأكيد أن لكل مجتهد نصيبا وأن من يعمل بإخلاص وتفان لن يجري خلف المال بل سيجري المال خلفه .