هل نرى ما نحن عليه؟
إن كل من لديه اطلاع على عالم العصر، يدرك أنه لولا فضل الله تعالى وحفظه ثم بحكمة القيادة الرشيدة، ما كانت بلادنا بقادرٍة على تجاوز ما تعرض له العالم من هزات وأعاصير هوجاء، ورعباً، وفزعاً، ودماراً وتدميراً للقيم والفضيلة.
اليوم، وطننا نباهي به العالم ونثبت للحاسدين والمحبين على حد سواء.. إن وطننا كان وما زال وسيبقى - بإذن الله - وطن التوحيد والرخاء والإنجاز والتطور والإنسانية والأمن والأمان والاستقرار والسلام ...إنها الحقيقة لا أضلل أحدا عنها..
إن من أهم ما يميز هذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية الذي قامت أسسه على دعائم الدين هي نعمة الأمن والأمان والاستقرار.. فكل مواطن عاقل يدرك قيمة نعمة الأمن والأمان والاستقرار التي أنعم الله - سبحانه - بها على وطننا العزيز.. والتي تعد من الثوابت التي يجب أن يحافظ عليها ويدافع عنها كل مواطن أينما كان موقعه، فالأمن للجميع، والوطن للجميع ولا بد من أن نعمل جميعا من أجل حماية الوطن ومكتسبات المواطن، ونصون وحدتنا الوطنية الراسخة من كل عبث أو تطاول، لا قدر الله.
إن الأمن والأمان والاستقرار الذي نتحدث عنه هو أمننا الذي نسجه الملك المؤسس - طيب الله ثراه - وأبناؤه الملوك البررة حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خيطا خيطا وهدبا هدبا، حتى أصبحت المملكة تعيش منعة واقتدارا وعزة وتمكينا لا مثيل له ... وها نحن نمسك بصولجان الأمان على أرض صلدة في إقليم مستهدف متفجر مبتلى بلوثة التطرف والإرهاب. ولنعلم أن هذا الأمن والرخاء والاستقرار الذي نتقيأ ظلاله ونعيش في آثاره لم يأت من فراغ، بل جاء بفضل من الله - تعالى - ثم بتحقيق هذه الدولة الرشيدة لتوحيد الله - جل وعلا - والأخذ بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم.
ليس أعز على النفس من موقف صدق كهذا... في كلمة سيدي خادم الحرمين الشريفين في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى يقول أيده الله (( إن وحدة هذا الوطن وقوته تفرض علينا مسؤولية جماعية في الذود عنه، في زمن كثرت فيه أطماع الأعداء والحاقدين والعابثين، وهذا يستدعي منا جميعا يقظة لا غفلة معها، لذلك فدورنا يضاعف علينا المسؤولية المشتركة بين الجميع كل في موقعه، فالوطن للجميع، ومعيار كل منا على قدر عطائه وإخلاصه لوطن قامت أسسه على دعائم الدين والذود عن حياضه بالنفس والنفيس، ولا نخشى في ذلك لومة لائم، فهذا هو المحك لمعادن أبناء الوطن وكلهم معدن نفيس - بإذن الله - وهو عهدنا بهم)).
الوطن وديعة نفيسة في نفس كل مواطن ومهما قدمنا للوطن من قرابين، فإنها لا تساوي أن يكون وطنا... ومن يريد لوطنه كل خير، فإن هذا لا يساعده عليه إلا أن يعطي ويعطي ولا يأخذ ولا يفكر أبدا بعطاء الآخرين.