ورقات : هل نشهد وئاما فكرياً وطنياً ؟

في السعودية يتقاسم فريقان الساحة الفكرية , تارة يغلب فريق و تارة يغلب الآخر ,في كل جولة تتغير المسميات فتكون مرة الإسلاميون و العلمانيون , و تارة المحافظون و الليبراليون , و ثالثة الشرعيون و الإصلاحيون .
أحداث الحادي عشر من سبتمبر و العنف الداخلي , دفع البعض لمحاولة التقريب بين التيارات الفكرية , فنشأ لدينا مركز الحوار الوطني , و استضاف عوض القرني في مجلته جسور تركي الحمد و مد الغذامي يده للإسلاميين و خص غازي موقع الإسلام بنشر قصيدته ليرد عليه سلمان العودة بقصيدة أخرى.
في الواقع التيارات الفكرية لدينا أشبه بجزر فكرية معزولة , يحاور أهل كل جزيرة أنفسهم و يشيطنون أهل الجزر الأخرى , فلعل هذا التواصل و التحاور يزيل كثيراً من الحواجز النفسية و الفكرية بين التيارات.
ليس مطلوباً من هذا الوئام أن نكون على رؤية فكرية واحدة , فاختلاف الأولويات و الاهتمامات يتيح فرصاً أفضل لتناول مشاكل المجتمع و كيف نرتقي به , لكن لا بد من تحديد مناطق الاختلاف القبول و المرفوض.
و إني لأعجب من أناسٍ ما زالوا يغردون خارج السرب (من كلا التيارين) , يذكون نار الفرقة و يستعدون السلطة و المجتمع على التيار الآخر , إنهم ما زالوا أسرى فترة زمنيةٍ سابقةٍ , لم يستوعبوا حتى الآن أن الزمن زمن حوار و تفاهم لا زمن إقصاء و عداوة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي