صانع السعادة

كنا نتابع مسلسلا حول الفنان المصري إسماعيل يس. أفاض الرجل في الحديث عن صناع السعادة من حولنا، استحضر عددا من الأسماء المحترمة لدينا من أمثال ناصر القصبي وعبد الله السدحان.
كان صديقي مستمرا في الثرثرة عن كون السعادة مطلبا بل هما يوميا يمكنه أن يتحول إلى رسالة لكل إنسان. قال إن اللافت أن كثيرين من صناع السعادة يملؤهم الحزن من الداخل. وقال إنه ليس صحيحا أن التجهم هو السمة التي ينبغي تسويقها في محيطنا، وليست هي الصورة التي نصر على تصديرها عن أنفسنا.
الحقيقة أنني لا أحب مقاطعته عندما يتحدث، فهو أحيانا إن أطلق فكرة يتنقل خلالها من مشهد إلى آخر. قال تخيل لو أنك صحوت اليوم وقلت لنفسك: قررت أن أسعد إنسانا. قلت له: هذا حلم جميل، ولكنه يبدو صعبا أو مستحيلا. قال الرجل : الأمر ليس مستحيلا إذا ما فهمت السعادة بمفهومها البسيط. قم فقط بترتيب أولياتك بحيث لا تطغى عليها الأنا. حاول أن تكف عن الناس بعض الشر الذي ربما يأتيهم منك أو من سواك. قل للمحسن أحسنت. وإن قال لك شخص رأيا يخالف قناعاتك، لا تعتقد أنها نهاية العالم، ولا تسع للانتقام لنفسك، فغدا ستحتاج أنت نفسك إلى أن يتحلى سواك بهذه الطاقات كي يحتمل وجهة نظرك.
السعادة ـ والكلام لا يزال لصاحبي ـ ليست مالا وإنما هي قيمة تشعر بمتعة ممارستها إن قررت أن تمارسها لأنك مقتنع بها وليس سعيا إلى أن يشيع بين الناس صيتك الحسن.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي