خطوة حضارية طيبة!

خدمة التمريض المنزلي .. معروفة ومطبقة عالميا .. ولكنها غائبة في بلادنا لأسباب عديدة .. والمعروف أن دور المستشفى ينتهي بعد إجراء العمليات الجراحية وبتماثل المريض للشفاء، ويخرج ليمارس حياته .. ولكن بعض الحالات الصعبة والحرجة تحتاج إلى رعاية طبية طويلة وبالتالي يستدعي وجودها وقتا أطول في المستشفى ليتحول المرضى إلى مقيمين في فندق وليس بمستشفى .. ولا يخفى على أحد التكاليف التي يتكبدها المريض والمستشفى والدولة لو كان علاجه يتم على نفقتها .. هذا إضافة إلى إشغال الغرف والأسرّة ولذلك كله يُضطر في كثير من الأحيان إلى نقل المريض لمتابعته في منزله والإشراف عليه طبيا من قبل فريق مختص من الممرضين .. ولكن أين هذا الفريق .. وكيف يتم إعداده .. وهل هذه الخدمة متوافرة لدينا.
ناهيك عن حالات كبار السن والعجزة الذين لا يستطيعون مغادرة الفراش وما يتبع ذلك من احتياجات ورعاية خاصة يحتاجون إليها.
لهذا كله بدأت لجنة وطنية مختصة بالخدمات تفعيل الخدمة الصحية بشكل صحيح في السعودية .. وقد كشف رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للرعاية المنزلية ومستشار مستشفى الملك «فهد» للقوات المسلحة في «تبوك» الدكتور «سالم الضاحي» عن افتقار منظومة الخدمات الصحية السعودية .. إلى كثير من مفاهيم الرعاية الصحية المنزلية العالمية .. مشيرا إلى أن هذه الخدمة الجديدة لم تأخذ حقها بالكامل حتى الآن .. ثم احتواء بعض المستشفيات السعودية على أقسام الرعاية الصحية المساعدة.
وعقدت المؤسسة الوطنية للرعاية المنزلية مؤتمرا عالميا عام 2008 للتعريف بأهمية هذه الخدمة، حضره القائمون على وزارة الصحة رغبة من أصحاب القرارات منها تقدمهم حينها وزير الصحة «عبد الله الربيعة» .. وأقروا اعتمادها لتكون خدمة صحية متكاملة .. لا بد أن تقوم بشكل أفضل وأن يدرس العاملون فيها بشكل سليم حتى تتسنى لهم خدمة المجتمع بالشكل المطلوب والمتعارف عليه طبيا .. إضافة إلى تعلم كيفية التعامل مع المريض وفق الخطوات الصحية وطرق تقديمها.
مشروع إنساني نبيل نتمنى تفعيله ونهيب بوسائل الإعلام بالقيام بمهمة التعريف بأهميته .. ونطالب القطاعات الصحية والجامعات الأكاديمية وكلية الطب والكليات الأهلية بالتركيز على تدريب كوادر مؤهلة تخدم هذا المجال وتوفر قسما خاصا بالرعاية الصحية المنزلية.
وإقامة ورش تقوم على تثقيف العاملين على مهارات التواصل مع المرضى وإيضاح المعنى النبيل لهذه الخدمة .. فكم بيت به عجوز يحتار ذووه في تقديم العلاج له والرعاية اليومية الصحية المطلوبة.
نتمنى أن نصل ذات يوم لأن يكون هناك خط ساخن لاستقبال طلبات ذوي المرضى الذين لا يحتاجون إلى أكثر من المتابعة والعلاج المنزلي فيجدون من يتابعهم ويقدم لهم الرعاية المناسبة ..
وقاكم الله من أي مكروه ..!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي