أمرك يا «أفندي»
بين الحين والأخر تظهر لنا لجنة من لجان الاتحاد السعودي بقرار غريب وعجيب، وآخرها كان قرار إيقاف ميريل رادوي لمباراة واحدة بعد مطالبات نصراوية بإيقافه، ولا اعتراض على ذلك فهو يستحق الإيقاف. وهذه الحالة تذكرني بالبطاقة الحمراء التي تلقاها عبد العزيز الدوسري بأمر من حسين عبد الغني قائد النصر، ووجه الشبه بين الحالتين كبير! إلا أنه في الحالة الأولى تم إيقاف خليل جلال بقرار سري وفي هذه الحالة فلجنة الانضباط هي الخصم والحكم في آن واحد.
يا سادة، ما يسبب الاحتقان في الشارع الرياضي هي القرارات غير العادلة والكيل بمكيالين مع تشابه الحالات، ففي مباراة الهلال والشباب الموسم الماضي تلقى (ولهامسون) ما لم يتلقه لاعب كرة قدم من الضرب (المتعمد) ولكن لم يتم إيقاف اللاعب المنافس واستمر اللاعب نفسه في ضرب السويدي في مباراة الدور الأول «بالركل العنيف» ولم يتخذ في حقه أي قرارا وفي نهاية الموسم الماضي قام ناصر الشمراني يضرب رادوي بالكوع مما سبب نزيفا وكسرا في الأنف ومرت مرور الكرام، وعملية (خنق) حسام غالي لجيزاوي الأهلي ثم أكملها بكوع لتوليدو في المباراة نفسها تسبب في شج في رأس الأرجنتيني، وطالب الأهلاويون بإيقاف (الفرعوني) ولم تحرك اللجنة ساكنا، وكذلك في مباراة الهلال والنصر، دهس خالد عزيز سعود حمود وطالب النصراويون بإيقافه ولكن اللجنة التزمت الصمت. استغربت عدم إيقاف خالد عزيز بعد الحادثة على الرغم من تشابه الحالتين بل كان من الواضح أن حالة عزيز أكثر وضوحا وكذلك حالة حسام غالي ولكن هذا الاستغراب تلاشى تماما بعد صدور قرار إيقاف رادوي كون عزيز لاعبا احتياطيا وتم تجاهله لإيقاف لاعب «عليه الكلام»، وليس على الأندية المتضررة من قرارات اللجنة إلا أن يردوا على طريقة المصريين «أمرك يا أفندي». إيقاف اللاعب من لجنة الانضباط يتم بناء على ما يدونه الحكم ومراقب المباراة في تقريرهما أو ما يشاهد عبر التلفزيون «خلف الحكم»، فما يحدث أمام مرأى من الحكم هو قرار «تقديري» يتخذ فيه الحكم ما يراه مناسبا في اللحظة نفسها، وما حدث من رادوي كان أمام الحكم مباشرة ولذلك عاقب الحكم «سعد» بالبطاقة الصفراء (لضربه) رادوي دون كرة، كردة فعل! ولو أخذنا في الحسبان ضعف الحكم فيجب أن نأخذ ذلك في الحسبان حتى في الحالات الأخرى.
من الصعب على المتابع الرياضي أن (يبلع) بعض القرارات التي تتم في أوقات ومع أندية معينة وبسرعة البرق، فلم تكد شمس السبت تشرق حتى وجدنا القرار في كل جوال وموقع إلكتروني.
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تتخذ اللجنة قرارات مماثلة لحالات أشد عنفا من هذه الحالة في أوقات سابقة ومن لاعبين مختلفين أم أن ما تتخذه اللجنة بناء على «قوة الصيحة»للمتضرر!، أو كلمة محلل من ناد منافس؟
في جميع أنحاء العالم تتخذ قرارات تأديبية بحق اللاعبين والجماهير والأجهزة الفنية بناء على اللقطات التلفزيونية ولكن الجديد في الأمر لدينا هي (الانتقائية) في توقيت و اختيار اللقطة، وليس على بعض الأندية إلا أن تستعد لما هو أشنع مع اقتراب نهاية الموسم فالبطولات سيكون «لحمها مر»، والله يخلف على ملايينهم!