.. وقـُلْ للهامورِ وداعا
* أهلا بكم في مقتطفات الجمعة رقم 327.
***
* حافز الجمعة: عليكما أيها الشابُ وأيتها الشابة ألا تتطلعا للأعمال القليلة القيمةِ أو القليلةِ العائد. وهذا يتطلب أن تبذلا أكثر، وتجتهدا أكثر، وتشعلا مولدات الطموح داخلكما، لتعمل محركات العمل والإنجاز.. يستطيع المرءُ بسهولةٍ أن يقفز فوق ترعةٍ صغيرة، ولكنه يحتاج عقلاً وجهداً ووقتا ليقفز فوق وادٍ عريض. إن من يتطلع لقطفِ النجوم من قبة السماء، قد لا يبلغ النجومَ أبدا، لكنه لن ينتهي ويداهُ ملطختان بالترابِ والوحل. إن طريقك نحو تحقيق الأهداف الكبرى، هو برفض أن تنتهي إلى الأعمالِ الصغرى.
***
* قضيةُ الأسبوع: ما زالتْ الأجورُ المتدنية قضيةٌ تشغل قطاعَ العمل في هذه البلاد.. قضية لم تُحَل. على أن الأجورَ إن فُهِم انخفاضها لأنواعٍ من المهام أو الأعمال البسيطة، فيجب ألا تصير واقعاً في الوظائفِ التربوية والتعليمية خارج نظام الخدمة المدنية.. إنه أمرٌ يجب أن ننظر فيه حالاً، لأن عواقبه كبيرة، والضررُ منه عميقُ التأثير في شخصياتٍ تحت التكوين، فوق أنها مسألة عدْلٍ مقابل لمستوى العمل. ويستمرّ استغلال ظروفِ ندرة الأعمال للمتخرجين والمتخرجات في الكلياتِ الجامعية في مجال القطاع التعليمي، مع أني لا أفهم أن تكون هذه الأعمالُ قليلة، مع الزيادة في أعداد الداخلين للمدارس كل عام .. ولكنها من الأمور التي يغلب فيها المنطقُ الواقعي المنطقَ التوقُّعِي.
***
* لما سألتُ رئيسَ البرلمان السنغافوري عن كيفية حماية دولتهم الصغيرة المزدهرة والثرية، أجابني بأنهم يقيمون علاقاتٍ حسنةً مع جيرانهم الكبار، ولكن مع ذلك هم محصَّنون بجيشٍ يعتمد على التقنية المتفوقة، حتى السلاح الذي يستوردونه من الخارج يطورونه تِقنياً بسريةٍ مطلقة، وهو لا يتمنى أن تخوض بلادُه حرباً، ولو صار فهم مستعدون. ودولةٌ مسالمة ومحايدة مثل سويسرا تملك أقوى جيشٍ مدرّب ومتفوق في أوروبا. والدولة اليهودية تحرص على التفوق التكنولوجي حتى صارت الأشهر دوليا في تطوير تقنية السلاح كما يذكره «سينور» و»سينجر» في كتابهما المعنون: «أمّة الابتكار»، ممـّا يجعلنا نعضّ أصابعَنا العشرة قلقا. يقول الكاتبان إن إسرائيلَ استحقت هذا الاسم لعددِ براءات الاختراعات المعلنة في تطوير تقنية النانو والما بعد النانو، وتطبيقاتها بغالبها على السلاح والطب. بل إن الفتى والفتاة الإسرائيليين بعد إنهائهما الثانوية يلتحقان بالجيش لمدة ثلاثة أعوام، ولكن الاختلاف أنهم يحاولون الالتحاق بالكتائب المتفوقة في الجيش التي تفوق اختباراتُ قبولِها جامعة مثل «هارفرد» أو «ييل».. وهذا تماما ما تفعله سنغافورة. في وقتٍ خطير، وفي موقعٍ خطير، على أمّةٍ كأمّتِنا اعتماد التقنية وإشغال الشباب بها كطابع رئيس في الجيش.
***
* شيءٌ من الفلسفة: وسؤالٌ وردني من القارئ «موفق الشهيباني»: «هل (نيتشه) و(داروين) بكونهما لا يؤمنان بالقيم الدينية متشابها التفكير، مع علمي أن داروين اتخذ المنحى العملي، والآخر الفكري التجريدي؟». ونُجيب على الشاب الأديبِ بأن لنيتشه آراءٌ في الأخلاقِ وتقسيمها إلى أخلاق سادةٍ وأخلاقِ عبيد. ويختلف اختلافا جذرياً عن داروين بنزوعه لهدم العقل، وما يُسمى بالعالم الحقيقي، بينما «داروين» اعتمد العقلَ وماديات الحياة أو ما بقي بعد الحياة، بل إن «نيتشه» الحاد المزاج هاجم «داروين» ومواطنه الإنجليزي «سبنسر». فرأيُ فيلسوفنا النـَزِق أنّ « إرادة القوة» هي سرّ الحياة، لا «إرادة البقاء» كما قال «داروين»، وأن كامل الوجود إنما هو مظهر لإرادةِ القوة، وأن القوي لا يستمد أخلاقـَه واعتقاداته وقيمه إلا من إرادته، إرادة القوة. وهي نظرية تأباها الإنسانيةُ وآدابُها وأديانُها.
***
* الحياةُ البحرية في الخليج في خطر، فبعض الأسماك لاحظ الصيادون المحليون أنها اختفتْ.. ربما حتى انقرضت. وتصدر السلطات البيئية المختصة في أكثر من دولة خليجية تحذيراتٍ بخطر انقراض السمكة الشعبية الأولى في الخيلج «الهامور»، وذات المرتبة الثانية «الشـِّعْري»، لتلوثِ السواحل، والصيد الجائر، واختلال البيئة البحرية بفعل الملوِّثاتِ الذائبة في المياه المالحة. ونشك كثيرا في التزام عابرات المحيطات، وجوابات السواحل من سفن نقل البضائع التي تزحم القنوات البحرية الضيقة في الخليج بمستلزمات الحفاظ على البيئة البحرية. هذا الشريطُ البحري الضحل حياةٌ وتاريخٌ لأهل الخليج.. فهل تنقرض هذه الحياةٌ، ويأفل ذاك التاريخ؟
***
* شيءٌ من الرياضة: يحقق فريق برشلونة الإسباني الكاتالوني سبـَقا في تاريخ كرة القدم.. فهو من أكثر الفرق تنظيما، ويحمل فلسفة فكرية وأخلاقية، ويقدم أفضل أنواع اللعب على ساحة الكرة. ويحصد البطولاتِ جملةً.. ليتألق شمسا ساطعة قليلة الغروب. ويزيد من ألق هذا النادي اللاعب المعجزة الصغير «ميسّي» الأرجنتيني الذي وعد بقضاء كل حياته الرياضية في نادي برشلونة صاحب الفضل عليه، وعندما أعلن عن فوزه بجائزة أحسن لاعب بأروبا لعام 2009 أصر على تخطي الطقس التقليدي بتسليم الجائزة ليتسلمها من والدته أمام نظر مئات الملايين. الإنسانية الرفيعة هي ما يكتسبه لاعبٌ في نادٍ سِمَتـُه أخلاقيات الإنسان.
***
*خوارق بشرية: «زانج ديكي» سبعينيٌ صيني يستطيع أن يكون موصلاً كهربائيا بشبك أسلاك الكهرباء برأسه. أشعل مصباحا كهربائياً بربط سلك من رأسِه متصلا بأذنه.. وتحكم بمستوى توهجه. ويعالج معارفه من أمراض مزمنة كالروماتيزم، ومرّةً شوى سمكةً بيده من تيارٍ من رأسه.. فأذهلَ العالم.
***
* نقاش الأسبوع: هل تؤمن بالخوارق وقوى ما فوق الطبيعة، ولِمَ؟
في أمان الله..