هل أضعفت التقنية .. تواصلنا الاجتماعي..؟!!
مر صديق لي بمنزل صاحبه، و لما وصل إلى بيته رن على جواله فخرج له، فيقول صاحبي فكرت في هذا الأمر و قلت في نفسي من قبل كنت أطرق الباب فيخرج لي الأب أو الأخ فتكون فرصة للتعرف عليه، لكن الآن ألغت التقنية هذه الفرصة..
هذا الموقف يعبر بوضوح كيف طغت التقنية على فرص كثيرة للتواصل الاجتماعي..
في تاريخ البشرية، لم تتح إمكانية التواصل مثل الآن، فعن طريق شاشتي الجوال والحاسب يمكنك التواصل في أي وقت ومكان ومع أي إنسان.. ومع ذلك يشكو كثير من الناس من العزلة الاجتماعية.
أحدهم علل ذلك بتعليل غريب، يقول من قبل الشريحة التي تتواصل معها قليلة فيسهل عليك القيام بذلك.. لكن توسع الشريحة نظراً لتحسن الوسائل أضعف الهمة عن التواصل، فحلت رسائل الجوال - الباردة - محل التواصل الشفهي..!
آخر علل ذلك أن التواصل التقني، يمكنك أن تقوم به في أي وضع، مثلاً تتشاغل بإرسال رسالة جوال وأنت في انتظار الإشارة الخضراء، أو (تدردش) مع أحدهم وأنت مستلقٍ على السرير، بخلاف التواصل الاجتماعي الذي يتطلب مستوى معيناً من الإعداد..
هناك من يقول إن التواصل التقني يمكنك بمن تريد و كيفما تريد وسيلة للتواصل (تعليق على صورة - إرسال رسالة)، بخلاف التواصل الاجتماعي الذي يجمعك بأُناس لا تتفق مع أمزجتهم ولا تستسيغ اهتماماتهم، بالطبع الطريقة الأولى أسهل فينجذب الناس لها.
أيضاً قد يجمعك موقف مع شخص فتضطر لافتعال أي موضوع للقضاء على الملل، لكن مع وجود الجوال لست مضطراً لذلك، فرسائل ومقاطع البلوتوث كفيلة بذلك..!
لا ريب أن الغربة الاجتماعية تزداد يوماً إثر يوم، والذي يصاحب ذلك ازدياد الاعتماد على التقنية وما لم يكن هناك وعي حقيقي بهذه المشكلة وأنه لا بد من تحسين طرق تعاملنا مع التقنية وإلا سنجد أنفسنا ذات يوم.. نقول الإنسان (تقني) بالطبع بدلاً من (مدني).
عدد القراءات: 204
* هذه المادة منتقاة من الإقتصادية الإلكترونية تم نشرها اليوم في النسخة الورقية