المراهق الأربعيني!

هل يمكن لرجل تجاوز سن الأربعين عاماً أن يتصرف مثل مراهق صغير؟ يجيب عن هذا السؤال بكلمة «نعم» الكاتب الفرنسي «فريدريك بيجدير» في أحدث كتاب صدر له أخيرا وحقق مبيعات كبيرة في «فرنسا» وعنوانه «الرومانسي الأناني».
في هذا الكتاب، يصف مؤلفه نموذجاً من الرجال يمكن التعرف عليه كثيراً في هذه الأيام، وهو ما يسميه الكاتب «فريدريك بيجدير» بـ «الرجل الطفل»، الذي غالبا ما تكون صفاته الخارجية جذابة من حيث إنه أنيق ويعرف ببساطة كيف يتعامل برقة وحنان مع المرأة، وأنه أول من يظهر عند الأزمات ليوحي لمن حوله أنه الأكثر شهامة. لكن الكاتب «بيجدير» يؤكد أن هذه المواصفات التي يتصف بها هذا الرجل ما هي إلا عوامل جذب لمن حوله وخاصة المرأة التي دائما ما يستمتع بنظرات الإعجاب به في عينيها. وبالطبع يستشعر متعة أكبر إذا ما تطور إعجابها به إلى مشاعر أكثر عمقاً من جانبها.
لكن مثل هذا الرجل، في رأي مؤلف الكتاب، لا يكون قادرا على الإحساس بمشاعر الحب الحقيقية لأنه ببساطة لا يتصف بالنضج، الأمر الذي يجعله يبدو مثل المراهق الصغير يحب الاستمتاع بمظاهر الحب كالشوق واللهفة في اللقاء، وبكلمات الإطراء من جانب المرأة، وفي حالة ما إذا حرم من هذه الأشياء، فإنه يشعر على الفور بالوحدة والإهمال، في حين تظل مشاعره سطحية غير قادرة على اختراق قلبه.
ويرى الكاتب الفرنسي «فريدريك بيجدير» أن مثل هذا النموذج الخادع من الرجل الرومانسي، عادة ما تقع في شباكه الكثير من النساء، لكن عندما تقترب منه المرأة أكثر تكتشف سريعاً حقيقته ويتكشف أمامها مجرد طفل مراهق لا يمكنه تحمل مسؤولية مشاعر الحب الحقيقية فيلوذ بالفرار منها إلى امرأة أخرى يلقي شباكه حولها.
وفي اعتقاد الكاتب الفرنسي أن مثل هذا الرجل لا يعرف معنى السعادة الحقيقية، وكثيراً ما تنتابه حالات من الاكتئاب واعتلال المزاج، خاصة إذا لم يجد على الفور امرأة بديلة عن المرأة التي هجرته وابتعدت عنه بعد سقوط القناع الملون بألوان الحب الذي كان يخفي به وجهه الحقيقي.
في كتاب «الرومانسي الأناني» للكاتب الفرنسي «فريدريك بيجدير» دعوة للنساء مفادها احترسي من الرجال الرومانسيين الأنانيين، وعدم التعجل في إبداء إعجابها برجل قد يبدو رومانسياً رقيقاً تنطق عيناه بمعاني الحب الدافئ، والانتظار قليلاً حتى يثبت لها من تصرفاته صدق ما تراه في عينيه من نظرات حب دافئ، وحتى تتأكد تماماً أنه ليس واحداً من هؤلاء الرومانسيين الأنانيين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي