سيل ياباني .. أصلي!

على أنقاض الوجع .. بدأت الأصوات الداعية إلى الاستعانة بالذكاء الياباني في حل أزمة السيول تنهمر انهمار الغيث السح الغدق. لم لا؟ فنحن عشاق الحلول «الاتكالية» المعلبة التي تخرج استناداً إلى كوننا أباطرة نفط ممن ينامون على نهر جار من ثروة لا تحترق باشتعال «البوجي» ولا تنفد بسقوط غطاء «التانكي»!!
أقول بمنتهى الامتعاض: اخجلوا! للأسباب التالية:
1- ما ذنب اليابان في مشاكلنا؟
2- من عساه سيقنع مهندسي اليابان بأن ما لدينا تعتبر شوارع سكنية في المقام الأول؟
3- كيف سيتكيف المهندس الياباني مع حقيقة أن هناك أحياء لها أسماء مثل: الشعيب، الوادي، الجرف، الدحديرة.. إلخ!
4- ما نوع العمالة التي يمكن أن نوفرها لهذه العقول الدقيقة؟
5- من أين سيحصل المهندس الياباني على مواصفات الإنشاء إذا كانت المهمة قد أوكلت إلى سبعة مقاولين من الباطن ممن تناوبوا على طمس معالم الفكرة والمسار؟
أجدني مضطرا لقطع «سيل» الأسئلة هنا، منتقلاً إلى سؤال ثان: ما الذي منعنا من تشييد بيوتنا ومرافقها، الممولة في الغالب من الصندوق العقاري، بواسطة شركات كتلك التي أنشأت الأحياء السكنية للمدن الصناعية في الجبيل وينبع أو تلك التي شيدت معماراً فريداً في المدن العسكرية والقواعد الجوية التابعة لوزارة الدفاع والطيران؟
صديقي، مهندس سعودي، يؤكد أنه برغم جودة بيوت هذه الأماكن المحددة إلا أنها تتكلف أقل بكثير من بيوتنا المتهالكة! والسعر يشمل البنية التحتية والطرق والأرصفة. فلماذا فرطنا في هذه الفرصة التي أتيحت في الطفرة الأولى؟!
طبعاً لن تجد إجابة!
لقد استبدلنا كل هذا بخيارات أخرى مثل «المقاول أبو قايد» و «مؤسسة أبوربحي للإنشاءات» و «على كيفك للبناء».. بخلاف خبراء «شارع الأربعين» و «قروبات» لياسة بلاط «تشبيط».. و»التشبيط» هذا من أعقد أنواع التشطيب النهائي لأي عمل إنشائي، وغالباً ما تستخدم فيه تقنية «اللطس» و «القرمعة».. حيث يمكن لأي كان أن يميز أن العمل قد إنجز إتقاناً بـ «الرِجْل»!!
أعود للبداية، وأسوق استغرابي المستعجب من كيفية تمكن هؤلاء من الخروج باقتراحات مشابهة في وسائل الإعلام! اليابان؟.. اليابان؟؟... ما علاقة اليابان بالموضوع؟؟؟ نحن بهذا مطلوب منا أن نترك مهرجاناً وطنياً كبيراً يتطلب حضور وزارات، كالنقل مثلاً، والأمانات والبلديات، وأن نتفرغ بدلاً من كل هذا لمشاهدة حلقة من مسلسل الـ»بوكيمون» في تلفزيون مقاس 14 بوصة.. وبالأبيض والأسود!

س سؤال أخير: في الصين، سنوياً، سيول صينية.. فهل هي «تجارية» وتستدعي المشورة اليابانية؟

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي