صندوق المآتة!
خيال المآتة أو الفزاعة هو النصب الذي ينصبه المزارعون وسط الحقول الخضراء لإثارة الرعب والفزع عند الطيور ومنعها من الاقتراب من المحاصيل اليانعة كالحبوب والبقول وغيرها والقضاء عليها.
صندوق الفقر.. أو الصندوق الخيري الوطني.. يشبه إلى حد كبير فكرة خيال المآتة.. فقد أنشئ لمحاربة الفقر وترويعه وحماية المحتاجين والفقراء ومد يد العون لهم وحمايتهم من جحيم الفقر ومراره.. عملا بالقول الشهير لو كان الفقر رجلا لقتلته.. إذا فهدف الصندوق الخيري الوطني محاربة الفقر والقضاء عليه.. والسؤال الذي يطرح نفسه هل نجح الصندوق في مهامة؟! للأسف الشديد لقد فشل فشلا ذريعا والتقارير تفضح فشله. أسس عام 1425 وهو يحظى بدعم هائل عبارة عن 300 مليون ريال من الدولة سنويا وفق قرار صادر من مجلس الوزراء، فضلا عن تبرعات وردت إليه من القيادة ومن فاعلي الخير ورجال الأعمال تتجاوز 70 مليون ريال عند تأسيسه.. بما يعني أنه يمتلك أكثر من مليار ريال حاليا قياسا بمرور ثلاث سنوات على إقرار دعم الدولة.
الصندوق يفتقد وجود استراتيجية واضحة لعمله كشفها تعطل أكثر من 2600 مشروع لمصلحة الفقراء سبق أن وقعها الصندوق مع الجمعيات الخيرية.. فضلا عن وجود مشكلات كبيرة في نوعية المعاهد التي عمد إلى إدخال أبناء الفقراء فيها..حيث ورط في (جيزان) 200 طالبة للدراسة في معهد غير معتمد ولا يحمل تراخيص. ناهيك عن كارثة (ماليزيا) حيث تم ابتعاث 25 طالبا مغتربا إلى (ماليزيا) عن طريق صندوق المآتة هذا؟ هناك حدثت لهم مشكلات كثيرة عطلت سير الدراسة. بل إن بعض أفراد البعثة تقطعت بهم السبل وحدثت مشكلات لأن الرسوم الدراسية لم تسدد وبعضهم تعلم بجامعة أخرى.. وهددوا بعدم الحصول على النتيجة أو الشهادة.. وسيتم طردهم من السكن مع إيقاف تكاليف الإعاشة وأخيرا هددت بفصلهم من الجامعة.. أليس ما يحدث إساءة لسمعة الدولة ومساسا بمصداقية الصندوق الخيري والوزارة التي تشرف عليه؟
الجمعيات المشاركة في هذا الصندوق تخرج عن صمتها معلنة عدم جدوى الصندوق. فمن «القصيم» قال المشرف على (مستودع الشماس الخيري) الصندوق أحرجنا وأفقدنا المصداقية أمام الأسر الفقيرة التي ملت الوعود.. وندرس إلغاء 30 مشروعا.. (جمعية الرس) مديرها يعلن أنهم صاغوا الشروط ولم يستفد أي فقير.
(جمعية عارضة جازان) عبر أمينها عن عتبه الشديد للصندوق لأنهم وقعوا معهم لدعم 104 أسر اكتفوا بـ 25 فقط.
الصندوق مع نفسه يحارب طواحين الهوا.. بدأ وأنشئ لمحاربة الفقر وانتهى به المطاف لمحاربة الفشل في إدارته وتوجيههم ولو كان الفشل رجلا لحاربته!