«ساهر» والله أعلم
أنا مثل كثيرين استبشروا خيرا بنظام ''ساهر'' الذي أجزم أن بدء تطبيقه سيوفر مبالغ طائلة ويحفظ أرواحا كثيرة. وكلما شاهدت لوحات إعلانات الطرقات التي تتضمن رسائل توعوية حول نظام ساهر أردد: ''لا عزاء للسائقين المستهترين''. لكن يبدو أن الانتظار طال. وما زالت المخالفات على حالها. وسيارات المرور، تشعر أن وجودها أحيانا لا فائدة منه. فالمخالفات تحدث، وقطع الإشارات يتواصل، والتعدي على حقوق السائقين النظاميين يتواصل. والشيء الطريف أن سيارة المرور تقف غالبا بالقرب من اللوحة الإعلانية. في رأيي المتواضع، أنه إلى جانب تطبيق نظام ''ساهر'' على المخالفين لأنظمة المرور، نحن نحتاج للاستفادة من نظام ''ساهر'' وكاميراته، كي تتعرف إدارة المرور على من يؤدي واجبه من رجال الدوريات، ومن يؤثر السلامة ويبقى جالسا في الدورية بجانب إشارة المرور دون أن يتدخل. سابقا كان وجود الدورية يخيف المخالفين، حاليا وجود الدورية ورجل المرور لا يردع بعض المخالفين، لأن هؤلاء المخالفين تعودوا على ارتكاب مخالفاتهم دون أن يلومهم أحد. أدعو مدير مرور الرياض مثلا إلى القيام بجولة تشمل مواقع مثل تقاطع العروبة مع العليا، .. فهناك مادة خصبة يمكن من خلالها التعرف على سيكولوجية المخالف، وفي المقابل يمكن التعرف على سيكولوجية رجل المرور الذي لم يعد يخالف المخالف. لا شك أن تكثيف الوجود المروري في الطريق الدائري حقق نتائج ملموسة. نحن نتمنى أن نرى نتائج مشابهة في الشوارع الأخرى، وعلى الأخص عند إشارات المرور، وفي أماكن الوقوف الممنوع...إلخ، والشيء الأكيد أن أي قانون لا يمكن تنصيبه على أرض الواقع إلا بالحزم والصرامة في التطبيق دون أي مجاملة أو تهاون أو محاباة.