دول العالم تتنافس على إنجازات الملك

بالماضي القريب منحت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ جائزة «برشلونة ميتينج بوينت» Barcelona Meeting Point Prize لعام 2009، تقديراً لجهوده ولنظرته الاقتصادية الثاقبة، المرتبطة بإعادة تشكيل البنية التحتية والفوقية للاقتصاد السعودي، وتحويله من اقتصاد ريعي أحادي الدخل، يعتمد إلى حد كبير على إيرادات النفط، إلى اقتصاد متنوع القاعدة الاقتصادية، يعتمد في موارده على عديد من مصادر الدخل الحيوية إلى جانب الدخل الذي يتحقق من النفط ومشتقاته.
أخيرا وبالتحديد بتاريخ 15 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الجاري، أعلنت مجلة «فوربس» الأمريكية الشهيرة، عن اختيار الملك عبد الله ضمن قائمة الشخصيات العشر الأوائل على مستوى العالم، من بين قائمة تكونت من 67 شخصا من رؤساء دول، ورؤساء وزراء، ومن الاقتصاديين، الذين وصفتهم المجلة، بالشخصيات الأكثر نفوذاً وتأثيراً على مستوى العالم، الذين من بينهم على سبيل المثال لا الحصر، الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والرئيس الصيني هو جين تاو، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء البريطاني جوردن براون، ورئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي بن برنا نكي.
استندت مجلة «فوربس» في اختيارها للملك عبد الله ضمن قائمة الأشخاص الأكثر نفوذاً على مستوى العالم، لما يحظى به ــ حفظه الله ـ من حكمة إدارية وسياسية وبعد نظر وسعة إدراك في تعامله مع مجمل القضايا العالمية، وبالذات في قدرته الفذة على معالجته الأزمات والكوارث، التي تحدث على مستوى العالم، هذا إضافة إلى إسهاماته الاقتصادية والاجتماعية ومبادراته العديدة في إغاثة الشعوب المنكوبة في جميع أنحاء العالم، وتقديم المساعدات لها الكفيلة بتجنيبها ويلات تلك النكبات وتلك والأزمات.
بتوقعي أن الشواهد والدلائل، التي استندت إليها مجلة «فوربس» الأمريكية في اختيارها الموفق لشخصية الملك عبد الله المرموقة ضمن الشخصيات القيادية المؤثرة عالمياً، عديدة وكثيرة يصعب حصر جميعها في هذا المقام، لا سيما أنها قد تجاوزت حدود الوطن، لتمتد إلى كل جزء من أجزاء هذا العالم، كما أنها قد طالت جميع شعوب العالم، فعلى سبيل المثال على المستوى المحلي، تمكن الملك عبد الله ــ حفظه الله ــ بحكمته الاقتصادية والمالية وحنكته الإدارية، تجنيب الاقتصاد السعودي والنظامين النقدي والمالي من أن يكونوا عرضة للتأثر المباشر بتبعات وبتداعيات الأزمة المالية العالمية، التي وكما هو معروف، فتكت باقتصادات معظم دول العالم، وتسببت في انهيار واختفاء عدد كبير من المؤسسات المالية المعروفة والبيوت التجارية المشهورة على مستوى العالم، الأمر الذي يؤكده أنه وعلى الرغم من احتداد شدة تلك الأزمة في النصف الثاني من العام الماضي، إلا أن الاقتصاد الوطني استطاع أن يواصل في عام 2008، نموه القوي للعام السادس على التوالي، حيث زاد الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 4.5 في المائة، وتعزز دور القطاع الخاص عندما نما بنسبة تزيد على 4.7 في المائة، كما حققت المملكة أكبر فائض في تاريخها في كل من المالية العامة وميزان المدفوعات.
هذا الأداء المتميز للاقتصاد السعودي خلال العام الماضي، وضع المملكة في مكانة اقتصادية عالمية مرموقة، وأصبح الاقتصاد السعودي، مثالا ونموذجا يحتذى به على مستوى العالم، وبالذات على مستوى دول مجموعة العشرين، في قدرته على التعامل مع تبعات الأزمة المالية، وتجنيب أنظمته المالية والنقدية والاستثمارية، أن يكونوا عرضة للتأثر المباشر والملموس، الذي قد يضر ويعرقل ـ لا سمح الله ـ من مسيرة التنمية التي تعيشها البلاد.
بالنسبة للجانب الدولي، فقد استطاع الملك عبد الله ــ حفظه الله ــ من خلال تبنيه شخصياً عديدا من مبادرات السلام، أن يحافظ على استتباب الأمن والسلام الدوليين في العالم، وأن يجنب شعوب العالم الخوض في صراعات وفي حروب لا مبرر لها، كما أنه قد استطاع ــ حفظه الله ــ أن يتخذ عديدا من الخطوات، التي ساعدت على نبذ العنف والطائفية بين شعوب العالم، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، التي من بينها على سبيل المثال لا الحصر، جهوده الجبارة في تحقيق المصالحة بين الأشقاء الفلسطينيين في لقاء المصالحة الفلسطيني المشهور، الذي عقد في مكة المكرمة في عام 2007، كما قد بذل الملك عبد الله جهودا كبيرة في سبيل تحقيق المصالحة العربية في عديد من الدول العربية مثال لبنان والصومال والعراق، إضافة إلى ما سبق، فقد سعى جاهداً ــ حفظه الله ــ إلى حقن الدماء ونزع فتيل الكوارث والأزمات في العديد من دول العالم الأخرى، الأمر الذي أسهم وبشكل كبير في أن يعيش العالم حياة مستقرة وهادئة.
لعله من الجدير بالذكر، أنه سبق منح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لجائزة (برشلونة ميتينج بوينت)، واختياره من قبل مجلة «فوربس» ضمن قائمة الزعماء العشرة الأكثر نفوذاً على مستوى العالم، حصوله ــ حفظه الله، على العديد من الجوائز وشهادات التقدير العالمية، التي لعل من بين أبرزها وأهمها، حصوله على جائزة (البطل العالمي لمكافحة الجوع عام 2008)، وهي الجائزة الأولى من نوعها، التي تمنحها منظمات الأمم المتحدة في مجال الأعمال الإنسانية، كما اختير ــ حفظه الله ــ لنيل جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 2008 بناءً على إنجازاته وجهوده الكبيرة المبذولة في خدمة الإسلام داخل المملكة وخارجها، كما حصل على جائزة (ليخ فاوينسا) البولندية الأولى اعترافاً لدوره في مجال العمل الإنساني والخيري على المستوى العالمي والدولي.
خلاصة القول، إن حصول خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ــ حفظه الله ــ، على جائزة (برشلونة ميتينج بوينت)، وبعدها إعلان مجلة «فوربس» الأمريكية الشهيرة اختياره ــ حفظه الله ــ ضمن قائمة الشخصيات العشر الأوائل المؤثرة في العالم، وقبلهما على شهادات وجوائز تقدير عالمية كثيرة، يضيف إلى سجله ـ حفظه الله ـ الحافل بتقدير العالم لجهوده العالمية الجبارة بجميع الاتجاهات الرامية إلى المحافظة على استقرار وأمن العالم، وتجنيبه من أن يكون عرضة للوقوع في المشكلات وفي الأزمات، مما أسهم إلى حد كبير في أن ينعم العالم في السنوات الماضية، وتنعم شعوبه بالعيش حياة مستقرة وهادئة بعيداً إلى حد كبير عن المشكلات والأزمات المفتعلة، والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي