من أجل العمل الخيري
تلامس أنظاركم الكريمة هذا اليوم أول مقالات زاوية جديدة تطل من رائدة الصحف السعودية : الاقتصادية. يكتبها أخ لكم تخصص في إدارة العمل الخيري ممارسة وبحثاً وتدريباً منذ أكثر من خمس عشرة سنة ، زادته الأيام والتجارب إيماناً بأهمية العمل الخيري وأنه مثل الماء والهواء: حاجة إنسانية يحاول أفراد الكرة الأرضية إشباعها على اختلاف معتقداتهم وتباين ثقافتهم وتفاوت مستوياتهم المادية. تتحد هذه الحاجات الخيرية عند بعض الأمم لتكون منظمات خيرية وجمعيات تطوعية لتشكل بعد ذلك قطاعاً يضاهي القطاعين العام والخاص ، وتتفرق عند بعض الشعوب في صورة جهود فردية أو برامج موسمية.
وفي بداية أي مشوار يحسن أن تُرسم الرؤى وتصاغ الغايات وتحدد الأهداف، فالقارئ في ذهنية الكاتب أكثر من هدف يحاول إقناعه بفكرة أو يتحداه بمعلومة، بل هو شريك في تحقيق رؤية هذه الزاوية ونصير للوصول إلى غاياتها.
رؤية هذه الزاوية أن تمتلك مملكة الإنسانية قطاعاً خيرياً ناضجاً في ممارساته، شفافاً في معاملاته، متنوعاً في خدماته، منتشراً في كياناته، سريعا في تلبيته حاجات المجتمع المتجددة والمتغيرة، ليكون بذلك شريكاً في مسيرة التنمية الشاملة.
وعندما تكون الرؤية بهذه الصورة فإن التقدير والاحترام مقرر لأولئك الرجال والنساء الذين بذلوا ويبذلون الكثير والنفيس من أوقاتهم وأموالهم وخبراتهم في ساحة العمل الخيري المحلي والعالمي ولتلك الكيانات الرائعة التي تترجم روح العطاء والترابط في مجتمعنا الشهم الكريم. ولكل جهاز حكومي يرسم صورة الخير في بلادنا الحبيبة.
ورسالة هذه الزاوية هي إشاعة ثقافة إدارية راقية في ممارسة العمل الخيري من خلال إضافة معلومة ونقل تجربة وإفادة من خبرة وإبراز نموذج ناجح في عالم العمل الخيري الواسع.
ورسالة كهذه يدرك كاتبها أن يداً واحدة لا تصفق وأن الحاجة ماسة لشركاء من مختلف المجالات والميادين. ودواعي التفاؤل كثيرة بوجود هؤلاء الشركاء في أروقة الجامعات ومراكز التدريب والبحوث وعلى قمم أهرام المنظمات الخيرية وقبل ذلك كله في دوائر صناعة القرار الذي تنبض حياتهم بحب الخير وممارسته.
إن الإيمان عميق جداً بأن العمل الخيري حق مشاع للجميع وممارسة يستحقها كل أحد بغض النظر عن اللون والطعم والرائحة !! إلا أنه ينبغي ألا تخلو أي ممارسة خيرية من هدف سام ونية نبيلة ورغبة صادقة بنفع الآخرين بلا انتظار مردود أو تشوف إلى مقابل مادي.
ثلاث بطاقات شكر تساير هذه الانطلاقة، الأولى لله الذي يُشكر على النعم قبل حدوثها وبعد حدوثها وبدون حدوثها ثم الثانية لرئيس تحرير الاقتصادية الأستاذ عبدالوهاب الفايز رئيس تحرير الاقتصادية الذي أشعل الفتيل وشحذ الدوافع ومهد الطريق، والثالثة لكل قارئ أهدى نقداً بناءً ولفت إلى عيب ودعم برأي.. وإلى لقاء قريب، بإذن الله.