كالعادة.. يا سادة
كالعادة ومنذ انطلاق دوري زين السعودي بدأ فارق النقاط يتسع بين فرق المقدمة الاتحاد، الهلال، الشباب، والفرق الأخرى، ويبدو أن ذلك سيستمر إلى نهايته، ولا عزاء للبقية التي باتت تتنافس على المناطق الدافئة والابتعاد عن الهبوط.
وكالعادة تبددت أحلام جماهير العالمي الصابرة في رؤية فريقها يقارع فرق المقدمة وينافس على الدوري، رغم الجهود التي يبذلها والأموال الطائلة التي ينفقها الأمير فيصل بن تركي على النادي منذ توليه دفة القيادة، إلا أن الفريق الأصفر ما زال يعاني مشكلات فنية مزمنة، ويبدو أنها استعصت على جميع المدربين الذين مروا عليه، حيث ما زال يعاني من العمق الدفاعي والأظهرة والمحور الدفاعي، فالدفاع لا يجيد التمركز في الكرات العرضية وقراءة الكرات البينية، وأي لاعب وسط يضربه بتمريرة واحدة، كما أن الوسط الدفاعي لا يجيد الرقابة وتعطيل الهجمات، وفي ظل ما تقدم من الصعب أن يفوز هذا الفريق مهما بلغت قوته الهجومية، يا سادة.
ـ كالعادة فاز الشباب في مباراته أمام النصر لأنه الأفضل ليس في المباراة بل بين الأندية، ولا سيما أنه يقدم مستويات رائعة منذ أعوام، ويملك نجوما في المراكز كافة، وفي الموسم الحالي زادت قوته بعد أن استفاد من تعاقداته الأجنبية بعد غيابهم عنه الموسم الماضي، فبجانب ناصر الشمراني، الهداف الأنجولي فلافيو، ومن خلفهما كماتشو اللاعب الماهر الماكر، وطارق التائب الذي يعد أفضل صانع لعب أنجبته الملاعب العربية، والذي قاد فريقه للفوز أمام النصر بفعل تمريراته السامة، القاتلة، فضلا عن إرباكه للدفاع الأصفر بتحركاته وتمريراته.
ومتى ما استمر الشباب في تقديم مستوياته، فإن لقب الدوري الذي تمرد عليه كثيرا لن يفلت منه، ولا سيما أنه يملك لاعبين متميزين في صناعة اللعب، وهدافين يعرفون طريق المرمى، ودفاعا صلدا وأظهرة عصرية، ومن خلفهم إدارة فنية هادئة بوجود خالد المعجل الذي يعمل بصمت دون أي ضجيج، وعلى رأس الهرم يقف خالد البلطان الذي يعانق النجاح عاما بعد عام رغم أن ناديه لا يملك عقودا استثمارية ضخمة أسوة بغيره من الأندية الجماهيرية، ما يؤكد أن المادة ليست كل شيء، بل الفكر والتخطيط، يا سادة.
ـ كالعادة فرطت إدارة النصر بالقصير «المكير» التون خوزيه لاعب الإمتاع والحسم، وصاحب المهارات العالية، واحتفظت باللاعب المصري حسام غالي صاحب المستوى الأقل من عادي، والذي يبدو أنه يعيش على ذكريات الماضي ولم يكن مقنعا في الموسم الماضي، ولم يقدم ما يشفع له بالبقاء مع فريقه، فلا تمريرات متقنة، لا صناعة لعب، ولا تهديف، ويتميز بالبطء الشديد وضعف الجانب الدفاعي.
ويجب على إدارة النصر إبعاده ومنح الفرصة لخالد زيلعي، شايع شراحيلي في الظهير الأيمن، عبد الله القرني في قلب الدفاع، وأحمد عباس في المحور، لتدعيم الهجوم الناري بقياد سعد الحارثي، محمد السهلاوي، ريان بلال، وسعود حمود، إذا أرادوا المنافسة وبناء فريق قوي وإلا ستكون النتائج، كالعادة يا سادة.