دراسات حديثة تثبت أن الهاتف المحمول زاد من معدل الحوادث بمقدار 23 %
أثبتت الدراسات الحديثة أن معدّل الإصابة بالحوادث عند استعمال الهاتف المحمول لكتابة الرسائل، أو المحادثة، زاد بمقدار 23 في المائة عنها في حالة عدم استعماله.
في دراسة حديثة ومكلفة قام بها معهد النقل التقني بولاية فرجينيا Virginia Tech Transportation Institute (VTTI)، توصل الباحثون إلى أن هناك زيادة في معدّل الحوادث بمقدار 23.2 في المائة عنها فيما لو لم يستخدم المحمول للمحادثة أو كتابة الرسائل. قُسمت الدراسة إلى فئتين: المركبات الصغيرة والعادية، ومركبات النقل والشاحنات الكبيرة.
طريقة الدراسة وجمع المعلومات
استخدمت في هذه الدراسة البحثية طرق علمية متقدمة جداً، منها على سبيل المثال: كاميرات ذات دقة عالية وذات تقنيات متقدمة جداً لمراقبة الطرق. كذلك جهز المعهد - بمساعدة أجهزة الأمن والمرور - مركبات متطورة ومجهزة بأجهزة مراقبة وأجهزة تحديد مواقع متطورة وحديثة. كما تم اختيار أعضاء الفريق بعناية فائقة. إذ إنهم يتمتعون بخبرات علمية عالية ومهارات فائقة لمراقبة حركات قائد المركبة. ومن ضمن فريق البحث خبراء في مجال تقنية الأجهزة الخلوية واللاسلكية لمراقبة اتصال قائد المركبة.
طُبقت الدراسة على عدد كبير من المركبات وغطيت أجزاء كبيرة من طرق أمريكا وبما مجموعه ستة ملايين ميل.
نتائج الدراسة في حالة المركبات - الخاصة - الصغيرة والعادية:
1- وجد أن معدّل الحوادث زاد بمقدار 2.8 في المائة عند البحث عن الرقم أو الاتصال فقط.
2- وبمعدّل 1.3 في المائة عند استعمال الجوال للمحادثة أثناء القيادة .
3- وقد وجد أن الحوادث تزيد بمعدل 1.4 في المائة عندما ينشغل قائد المركبة بالمعدات الإلكترونية المختلفة أثناء القيادة.
نتائج الدراسة في حالة المركبات الثقيلة – النقل - والشاحنات:
1- في الحالة الأولى عند محاولة البحث عن الرقم أو أثناء عملية الاتصال، وجد أن الحوادث تزيد بمعدّل 5.9 في المائة.
2- في الحالة الثانية - استماع ومحادثة - زادت الحوادث بمعدّل 1 في المائة.
3- أما في حالة انشغال قائد الشاحنة بالمسجلات أو أقراص الفيديو وغيرها من أجهزة الترفيه الإلكترونية فقد زادت الحوادث بمقدار 6.7 في المائة. وهذا أعلى معدل رصدته الدراسة.
كذلك أجريت دراسات منفصلة أخرى تدور حول استعمال المحمول في كتابة الرسائل أثناء القيادة من قبل معهد متخصص في مجال إدارة النقل. عملت الدراسة على 2501 سائق. وجد أن 95 في المائة منهم يستنكرون ويرفضون هذا الخلق المشين - على حد تعبيرهم - أثناء قيادة المركبة. ولكن وجد أن 21 في المائة من هؤلاء السائقين يكتب ويرسل رسائل أثناء القيادة.
هذه الدراسة أجريت في دولة لديها نظام مروري صارم ومتقدم في مجال محاسبة المخالفات، ومتابعة المستهتر بأنظمة المرور، ومحاسبتهم. وقد تسحب الرخصة أحياناً من قائد المركبة عند تكرار الخطأ، ويسجن لمدة طويلة، ويزيد عليه التأمين، وهذا قد يحرمه من العمل. في ظل هذه القوانين والإجراءات الصارمة، وجد أن معدًل الحوادث زاد بمقدار 23.2 في المائة في أمريكا.
يا تُرى كم معدّل الزيادة في حوادث المرور في المملكة؟ حبذا لو يكون هناك إجراءات صارمة بخصوص استعمال الهاتف المحمول أثناء القيادة، ولتكن بداية تجريبية لبعض الطرق فقط من باب الدراسة والإحصاء وتعويد الناس، ثم بعد ذلك تعمم، ويطبق النظام بجدية وحزم. أعلم أن هناك نظاما بهذا الشأن، ولكن كيفية التطبيق وتنفيذ النظام قد يكون صعب أحياناً. وأخيراً أسأل الله أن يحمينا وفلذات أكبادنا من الحوادث المرورية، وأن يجعل عيدنا سعيدا وكل عام وأنتم بخير.