بيوتات الجنة
هذه الزاوية تُعنى بالعقارات الدنيوية في بعديها النظامي والفقهي , أما مقال اليوم فسيكون عن عقارات أخرى لا تشابه هذه العقارات إلا في الاسم فقط-أي في كونها بيوتا أو قصورا- إلا أنها تفارقها في كل شيء , في بانيها ومكونات البناء وتربتها.., أعتذر :بل حتى هذا السياق لا يليق بها فهو سياق وصياغة تليق ببيوت الدنيا .
لن أسترسل في الحديث الإنشائي، فهذه بعض الأحاديث عن المصطفى، صلى الله عليه وسلم، في بيوت الجنة، والأعمال الموصلة إليها، وبالطبع فليس هناك تعليق على ذلك فهو حديث من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فحيث صح الحديث فليس لكائن من كان في رده، ويبقى الحديث حول معناه والمقصد منه , وهل المراد به منطوقه أو قصد منه الحث والمنع؟، وما إلى ذلك من المباحث التي لا تخفى على المتخصصين، وأترككم مع عدد من الأحاديث من مشكاة النبوة تتعلق ببيوتات الجنة.
عن أم حبيبة، رضي الله عنها، قالت سمعت رسول، الله صلى الله عليه وسلم، يقول (من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة) رواه مسلم.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة) رواه أحمد.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال الله تعالى يا ملك الموت قبضت ولد عبدي، قبضت قرة عينه وثمرة فؤاده، قال نعم، قال فما قال، قال حمدك واسترجع قال ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد) رواه أحمد.وعن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قال في السوق لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة وبنى له بيتا في الجنة) رواه الترمذي. وفي الحديث (من صلى الضحى أربعا، وقبل الأولى- صلاة الظهر- أربعا، بني له بيت في الجنة) .وقال صلى الله عليه وسلم: (من قرأ»قل هو الله أحد» حتى يختمها عشر مرات ؛ بنى الله له قصرا في الجنة).
وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :[من سد فرجة- أي في صف الصلاة- بنى الله له بيتا في الجنة ورفعه بها درجة . وقال صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (الجنة بناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران من يدخلها ينعم لا يبأس و يخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم) .