مؤشرات «داو جونز» الإسلامية
عد صدور أربعة مؤشرات إسلامية من « داو جونز» في هذا الوقت حدثاً مهماً لقياس أداء الأسهم المدرجة في البورصات الخليجية والعربية والإسلامية، هذه الخطوة الجديدة جاءت بعد عدة سنوات من انطلاق مؤشر» داو جونز الإسلامي» في المنامة عاصمة دولة البحرين والذي صدر في «فبراير 1999» ويعد أول مؤشر مالي إسلامي وأحد عناصر حزمة المؤشرات المهمة في المنطقة حيث كانت هناك حاجة ماسة لقياس أداء البورصات الإسلامية.
ويعتبر مؤشراً داو جونز موثوق به عالمياً، وعليه قامت مؤشرات «داو جونز» مؤخرا بإصدار أربعة مؤشرات إسلامية جديدة لكي تسهل على المستثمرين المسلمين الدخول في الأسواق العالمية، وهذه المؤشرات هي : 1ـ مؤشر داو جونز لدول مجلس التعاون الخليجي ، 2 ـ مؤشر داو جونز تايتنز 50 لدول مجلس التعاون الخليجي والسعودية، 3ـ مؤشرات داو جونز للسوق الإسلامية في دول الخليج 4ـ مؤشرات داو جونز للسوق المالية الإسلامية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
إن مؤشرات «داو جونز» للسوق الإسلامي جاءت لتلبية الطلب المتزايد على مؤشرات الاستثمار المتوافقة مع الشريعة الإسلامية حيث تعبر هذه المؤشرات المالية الإسلامية عن حرص المستثمرين المسلمين على الاستثمار طبقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية سواءً في أسواق السلع والخدمات أو في الأسواق المالية.
كما أن هذه المؤشرات تتيح قياس الأداء لتلك الاستثمارات الإسلامية ومن ثم إمكانية التخطيط الأمثل للمستقبل، كما يؤدي وجود هذه المؤشرات إلى سحب كمية كبيرة من الأموال المستثمرة في الخارج ليتم استثمارها داخل المنطقة، وتعمل هذه المؤشرات المالية الإسلامية في خدمة القطاعات الاستثمارية في أسواق المال الإسلامية ففي السابق كانت هناك مشكلة عند تقييم الصناديق الإسلامية عند استعمال معايير ومؤشرات «فينانشيال تايمز، وستاندارد آند بورز، وداو جونز» لقياس الأداء في البورصات الإسلامية ذلك لعدم وجود قياس موحد في ذلك الوقت لذلك فإن استخدام هذه المؤشرات سوف يخدم الأسهم والصناديق الاستثمارية الإسلامية وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية.
فالمؤشر يقيس الوضع العام لسوق المال الإسلامية ومفيداً عند قياسه لتقييم أداء أي سهم أو صندوق استثماري ويشترط أن تكون هذه الشركات التي يتم قياس أدائها تعمل في الأسهم النظيفة «حلال» ووفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية والتي لا تستثمر أموالها في المحرمات مثل «الكحول، ومنتجات لحم الخنزير، والبنوك الربوية, ونوادي القمار»، كما أن المؤشر يعطي ميزة الاستثمار المالي الإسلامي عبر الإنترنت وهو مصمم بحيث يلبي متطلبات الأدوات الاستثمارية الإسلامية مثل صناديق الاستثمار والأسهم، وقد يواجه المؤشر بعض العوائق مثل تحديد الشركات التي لا تلتزم بمبادئ الشريعة الإسلامية، أو عندما تعاني الشركة من مشاكل في الأداء أو عند إشهار الشركة إفلاسها, أو عند شراء الشركة من جهات أخرى، ولكي تكتمل الصناعة المصرفية الإسلامية لابد لها من توافر أسواق مالية إسلامية حقيقية وصلبة ذات نظام واضح أسوةً بالأسواق المالية للمصارف والشركات المالية التقليدية حيث إن هناك حاجه قوية لتأسيس مؤشرات ومعايير معترف بها دولياً في جميع أسواق العالم بغرض تمكين المستثمرين المسلمين من الاستثمار بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية حيث إن هذه المقاييس والمؤشرات العالمية تتمتع بالدقة والصرامة وتعطي الفرصة لمطوري المنتجات الاستثمارية لإصدار منتجات إسلامية تتوافق مع سوق الاستثمار الاسلامية.
لذا يجب على جميع الشركات المالية والمصارف الإسلامية العمل على جعل نشاطاتها متلائمة مع مؤشرات ومعايير الأسواق المالية العالمية حتى يكون لها معايير ومؤشرات معترف بها دولياً مثل معايير « بازل I وبازل II» ومؤشرات «داو جونز» وغيرها من المؤشرات المعترف بها دولياً لتكون وحدة قياس لأسواق المال والاستثمار الإسلامية ومؤشراً للمستثمرين المسلمين ومقياساً للعديد من المنتجات الاستثمارية الاسلامية وقد تمكنت مؤشرات «داو جونز» مؤخرا من منح تراخيص لاستخدام مؤشراتها لصناديق الاستثمار والصكوك الإسلامية والأسهم المتداولة في البورصات الإسلامية حيث استعانت بالعلماء المسلمين بهدف تقديم الاستشارات الدينية لهذه المؤشرات وبهذا أصبحت أبواب الاستثمار الإسلامية مفتوحة نحو الأسواق العالمية وتمكن المستثمرون المسلمون من الاستثمار بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية .