هل حددت أهدافك؟

شهر مبارك على الجميع وأعاننا الله وإياكم على الصيام والقيام، أحببت أن أخوض في هذا الموضوع لارتباطه زمنياً بحدثين هما انتهاء النصف الأول من السنة, والآخر دخول شهر رمضان المبارك. الارتباط هنا يقع من خلال قيام كثير من الشركات وكذلك الأفراد بتحديد أهدافهم أو تعديلها على ما تم في الفترة السابقة من أجل مقارنتها بفترات وقتية يتمكن من خلالها قياس تحقيق تلك الأهداف مقارنة بفترة زمنية سابقة أو تطلعاً لعمل المقارنة بفترة زمنية مستقبلية.
حيث إن فترة نصف السنة انتهت بإيجابياتها وسلبياتها وأفصحت الشركات عن نتائج الأشهر الستة الأولى من العام الحالي, فمنهم من احتفل بهذه النتائج من خلال التأثير في سعر السهم في السوق, ومنهم من ترجم هذه الفرحة من خلال توزيع أرباح نصف سنوية لمشاركة الفرحة مع مساهميها.
على الطرف الآخر هناك من بكى على أطلال الأرباح السابقة من خلال النتائج المخيبة للآمال, سواء كانت بسبب هذه الأزمة العاصفة التي حصدت الأول قبل الآخر, أو كانت بسبب عملياتها التشغيلية وعدم القدرة على تحقيق الأرباح لأسباب قد تكون مختلفة قد لا يتسع المجال لذكرها.
المهم هنا أننا لا نستطيع أن نجزم بأن هذه النتائج إيجابية كانت أو سلبية إلا من خلال قياسها ومقارنتها بالأهداف التي تم التخطيط لها وتحديدها في نهاية العام السابق والتي أملت وراهنت الشركات على تحقيقها خلال العام الحالي 2009. لذلك ما تقوم به تلك الشركات خلال بداية النصف الحالي هي مراجعة تلك الأهداف المرسومة للنصف المتبقي من العام مقارنة بما تم تحقيقه في النصف الأول السابق لأجل إعادة تصور الأحداث في النصف الآخر لتعزيز الأهداف كما تم رسمها سابقاً من خلال الاقتناع بأن كل ما تم رسمه والعمل عليه وما تحقق كان كما هو مخطط له, أو ترى الشركات أن هناك ما يلزم لتعديل الأهداف, سواء بالزيادة أو بالنقص أو الإلغاء أو الإضافةً.
هذا ما كان على مستوى الشركة .. لكن كيف هي على مستوى الفرد؟ في البداية لا بد أن نطرح السؤال .. قبل أن ندخل في قياس ما تم تحقيقه من أهداف وهو: هل كان هناك في الأصل أهداف تم تحديدها في بداية العام لأجل السعي إلى تحقيقها سواء كان هدفا وظيفيا أو تجاريا؟ تجد أن أكثر من يندب حظه بعد فترة زمنية بعدم تحسن الوضع سواء التجاري أو الوظيفي أو حتى أحد أسباب فشل الاستثمار الفردي يكمن في الغالب في عدم تحديد الأهداف في بداية المشروع بشكل واضح.
في إدارة المخاطر لا تستطيع تعيين المخاطر إلا أن تكون هناك أهداف قد تم تحديدها, وبالتالي تسعى إلى تعيين تلك المخاطر التي قد تعوق تحقيق تلك الأهداف، فلو عدنا إلى أحداث سوق الأسهم وجدنا أن أكثر من خسر في السوق هو من لم تكن له أهداف محددة في السوق سواء من خلال قيمة رأس المال المستثمر أو تحديد الشركات المراد الاستثمار فيها أو حتى نسبة عائد ربح أو خسارة محددة أو حتى نسبة قيمة استثمار الأسهم من القيمة الإجمالية للمحفظة الاستثمارية. لذلك فإن تحديد الأهداف أساس مهم لإنارة الطريق الذي ترغب في سلكه مع إيمانك الكامل بأن هذه الأهداف قابلة للتحقيق وأن لديك الاستعداد الكامل لبذل الجهد المطلوب والتوفيق بيد الله ـ عز وجل.
بناء على ذلك لا بد من أن تعود وتسأل: هل كانت هناك أهداف محددة لك في بداية السنة؟ عموما سواء كان هناك أو لم يكن إنه وقت مناسب الآن لإعادة رسم أو تحديد الأهداف من جديد ومراجعتها وتعديلها قبل فوات الأوان. أخيراً قد تكون الأهداف كما ذكر أعلاه وظيفية أو تجارية وأيضاً قد تكون شخصية كالزواج أو السفر أو توفير مبلغ من المال لبناء منزل العمر أو السعي إلى تحقيق شهادة مهنية معينة, ولكن بما أننا في شهر الرحمة فإنه أيضا فرصة للتذكير بأنه مهما كان لنا من أهداف دنيوية متعددة فإنه يظل الهدف الاستراتيجي للمسلم هو دخول الجنة والعتق من النار .. جعلنا الله وإياكم من عتقائه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي