الصلاة في المسجد الأقصى ممنوعة إلا بتصريح !!

استقبل العالم الإسلامي هذا الأسبوع الشهر الفضيل (شهر القرآن) وعمرت المساجد بالمصلين في جميع أنحاء العالم الإسلامي والمساجد التي في دول غير إسلامية لكن بها مسلمين ينتظرون هذا الشهر انتظار المحبين لما فيه من الفضائل والنفحات النورانية التي يهبها الخالق جل وعلا لعباده المؤمنين.
نحن نستقبل هنا والمسجد الحرام والمسجد النبوي كل منهما يتلألأ بأضوائه ومصليه.
هذه الأجواء الإيمانية، هناك المسجد الأقصى (أولى القبلتين) تحت حراب الكيان المحتل يتعرض منذ أربعين عاما للحرق وتدمير آثاره وتدنيس حرمته، ولا ننسى ذلك المتطرف اليهودي دينيس وليم موهان وقيامه بحرق المسجد الأقصى, الحادثة التي أكملت عامها الأربعين مع مطلع هذا الأسبوع، وكيف أسهمت إدارة الكيان الصهيوني في استمرار الحريق وقطع المياه بل ومحاولات منع الإطفاء لهذا الحريق العدواني لأطهر بقعة، ولولا نعمة الله ثم هبة الفلسطينيين هناك وحراس المسجد من إطفاء الحريق ومنعه أن يصل إلى مساحات أخرى يراد هدمها منذ ذلك تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم الذي اكتمل تجهيزه وساعدت المنظمات الأمريكية هناك على تزويدهم بجميع ما يحتاجون إليه من أدوات وأجهزة.
من جانبه حذّر الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948م، من مواصلة استهداف المسجد الأقصى المبارك من قبل مؤسسات الاحتلال الصهيوني وجماعات المغتصبين الصهاينة. وبمناسبة الذكرى الأربعين لإحراق الأقصى قال الشيخ صلاح: "لا بد من تشكيل حماية بشرية من أهالي القدس وفلسطينيي الداخل للانتصار للمسجد الأقصى والقدس حتى يزول الاحتلال عن المدينة والمقدسات". وأضاف: "نحن نملك من خلال تجمعنا البشري قوة حقيقة والمطلوب المرابطة بالآلاف في المسجد الأقصى، بحيث تصبح قوتنا أقوى بكثير من أثر الجامعة العربية و منظمة العالم الإسلامي بالانتصار للمسجد الأقصى".
وأكد أن الدول العربية والإسلامية يقع عليها واجب تجاه المدينة المقدسة والمسجد الأقصى، وقال :(لا أعرف ماذا أقول أمام الصمت الإسلامي والعربي، ولا أستطيع أن أفهم كيف يمكن أن تحدث كل هذه الانتهاكات بحق المسجد الأقصى في ظل هذا الصمت).
وتساءل الشيخ رائد صلاح عن الصوت العربي الإسلامي (المناصر وليس فقط المحتج) والتضحيات من أجل الحفاظ على مكانة القدس الشريف. وهي أسئلة محورية ولا بد من تفعيل ما نادت به منظمة المؤتمر الإسلامي من أن أي ضرر يلحق بالمسجد الأقصى ستكون له عواقب وخيمة، وناشدت المجتمع الدولي للعمل على حمل "إسرائيل" على حماية واحترام الأماكن المقدسة.
واستنكرت المنظمة في بيان أصدرته الجمعة الماضي بمناسبة الذكرى السنوية الأربعين لإحراق المسجد الأقصى استمرار الانتهاكات "الإسرائيلية" التي تهدد بناء المسجد الأقصى وحرمته من خلال الحفريات تحت أساساته.كما شجبت اقتحام ساحات أولى القبلتين "من قبل غلاة المتطرفين "الإسرائيليين" الذين لا يخفون نواياهم بارتكاب الاعتداءات من جديد على حرمات مسرى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم".
وأشارت المنظمة إلى حملة التهويد التي تستهدف المدينة المقدسة من خلال الاستيلاء على منازل الفلسطينيين فيها "ضمن عملية تطهير عرقي منهجية، تهدف إلى إفراغ القدس من سكانها الأصليين وإحلال المستوطنين الغرباء مكانهم في انتهاك صارخ للقانون الدولي". هذه المحاولات ليست جديدة بل منذ أربعين عاما, فأين دور المنظمة طوال هذه السنوات؟؟
ونجد من يستغرب منا الاكتفاء بالشجب والاستنكار أمام هذه الاعتداءات المستمرة التي دمرت الإنسان الفلسطيني والمسجد الأقصى الذي كان مسرى رسول العالمين ـ محمد صلى الله عليه وسلم. فقد دعت "الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات"، الأمة الإسلامية "إلى إعادة النظر في علاقاتها الباهتة بالقدس والمسجد الأقصى المبارك".
وأكدت الهيئة في بيان نشر لها بهذه المناسبة أن الذكرى الأربعين لجريمة إحراق الأقصى التي توافق أمس الجمعة لا تعني أن هذه الجريمة أصبحت من الماضي البعيد.
وأضافت أن تلك النيران التي أشعلتها أيدي الصهاينة قبل أربعة عقود لم تنطفئ بعد، وإنما أصبحت اليوم تحيط بالأقصى من كل مكان.
وقالت الهيئة الإسلامية ـ المسيحية إنّ "وضع الأقصى اليوم بات بحاجة إلى خطوات عملية على أعلى المستويات، ولم يعد يحتمل سياسة الشجب والاستنكار والتنديد التي ألفناها على مدار العقود الماضية".
وطالبت الهيئة بتدخل عاجل وفاعل لجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي على مستوى مجلس الأمن الدولي، والعمل على استصدار قرار ملزم لسلطات الاحتلال يقضي بحماية المسجد الأقصى.
هذه النداءات المهمة والصرخات التي يطلقها الشيخ رائد صلاح وهذه المنظمة وأيضا منظمة المؤتمر الإسلامي نجد هناك من يحولها إلى تفعيل حقيقي ينطلق من داخل الكيان الصهيوني الذي يمارس عربدته في فلسطين ولا تقف أمامه أي قرارات دولية لأن ( الفيتو ) جاهز ويقف سدا منيعا من المساس بهذا الكيان الذي يمارس إرهابه وعنصريته بلا قيود . نجد أن هناك مقالا نشره كاتب "إسرائيلي" يدعو لمقاطعة تل أبيب لكفها عن العنصرية !!
حيث دعا هذا الكاتب نيف جوردون المجتمع الدولي إلى ضرورة مقاطعة الكيان الصهيوني كوسيلة للضغط عليه للحد من سياسة الفصل العنصري التي يمارسها بحق الفلسطينيين.
ويستهل الكاتب مقاله المنشور في صحيفة الجار ديان البريطانية بالقول: امتلأت الصحف "الإسرائيلية" هذا الصيف بمقالات غاضبة عن الضغط من أجل المقاطعة الدولية لـ"إسرائيل". وتم سحب أفلام من مهرجانات الأفلام "الإسرائيلية" وتعرض ليوناردو كوهين للانتقادات الحادة من جميع أنحاء العالم بعد قراره التمثيل في تل أبيب وقطعت منظمة أوكسفام علاقتها مع المتحدثة باسمها كريستين دافيس، وهى ممثلة بريطانية أعلنت عن مستحضرات التجميل التي يتم تصنيعها في الأراضي المحتلة.
ويتضح أن الحملة التي تعتمد على استخدام نفس الأساليب التي ساعدت على إنهاء ممارسة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا تكتسب مزيدًا من المؤيدين لها حول العالم.
ويقول الكاتب وهو أستاذ للعلوم السياسية في جامعة بن جوريون: إنه غير مندهش من أن كثيرًا من "الإسرائيليين" حتى محبي السلام منهم لم ينضموا إلى هذه الحملة، وإنه لا يتم التعامل مع المقاطعة العالمية، إلا باعتبارها شكلاً من أشكال المعاداة للسامية !!
ولكن هذا الكاتب رغم رفضه هذه المقاطعة بقوله :(ليس من السهل بالنسبة له كمواطن "إسرائيلي" ويعيش داخل بلده أن يطلق دعوة للحكومات الأجنبية والسلطات الإقليمية والحركات الاجتماعية الدولية والحركات الدينية والاتحادات والنقابات وكل شعوب الأرض، لتعليق أي تعاون لهم مع "إسرائيل". لكن رؤية طفليه وهما يلعبان تجعله مقتنعًا بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لحماية "إسرائيل" من نفسها ) !!. وفق قوله.
هذا الكاتب يدرك أن هذا الكيان العنصري لن يردعه سوى هذه المقاطعة فالكيان الصهيوني "إسرائيل" (وصلت الآن إلى مفترق طرق تاريخي وأوقات الأزمات تدعو إلى إجراءات حاسمة) هكذا يقول ،، ويؤكد على قوله هذا بأن السبب يتلخص في أنه بصفته يهوديا . فقد اختار أن يربي طفليه داخل "إسرائيل" وهو عضو ناشط في حركة السلام منذ ثلاثين عاما، وأصبح يشعر بالقلق على مستقبل بلاده.
ويقول جوردون: إن أفضل طريقة لوصف "إسرائيل" الآن هي أنها دولة عنصرية. فلأكثر من 42 عاماً، سيطرت "إسرائيل" على أرض ما بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط حيث يعيش ستة ملايين يهودي وخمسة ملايين فلسطيني، ويعيش 3.5 مليون فلسطيني وقرابة نصف مليون يهودي من المجموع العام في مناطق احتلتها "إسرائيل" عام 1967.
ورغم أن الفلسطينيين واليهود يعيشون في منطقة واحدة إلا أنهم يخضعون لنظامين قضائيين مختلفين تماماً. فالفلسطينيون بلا دولة وتنقصهم الكثير من قواعد حقوق الإنسان الأساسية، وعلى النقيض الحاد، فإن كل اليهود سواء كانوا يعيشون داخل الأراضي المحتلة أو في "إسرائيل" هم مواطنون في دولة "إسرائيل".
هو تحدث هنا عما يتعلق بالمناطق التي يعيش فيها فلسطينيو 48 م، أما الحديث عن خارج هذه الأراضي المحتلة كغزة مثلا فهو المثال الأقوى للدولة العنصرية الإرهابية التي دمرت الكيان الغزاوي ولا يزال أهل غزة يعيشون في وضع مأساوي كارثي أعلنت المنظمات الصحية الدولية أنه (خطير جدا)!!
ونحن في شهر القرآن نجد أن سلطات الاحتلال هناك فرضت قيودًا على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة فيه خلال شهر رمضان المبارك.
فالفلسطينيون الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا لن يسمح لهم بالوصول إلى الأقصى خلال شهر رمضان.
والنساء اللواتي فوق الخمسة والأربعين عامًا سيسمح لهن بالدخول للقدس للوصول للأقصى دون الحصول على تصريح من الجيش.
** نحن نشجب ونستنكر وهم ماضون في تحويل المسجد الأقصى إلى كنيس يهودي !!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي