ما بين القاهرة والرياض!

هدأت العاصفة، وبدأنا في تقبل الصدمة حتى بشيء من السخرية، كحالة نسير منها إلى النسيان في أغلب الأزمات. حضر الكوريون، وخطفوا البطاقة، وطاروا هكذا، بكل بساطة، وأعيننا (الواسعة) ترقب الحدث لا أكثر. وفي هذا المقام، هناك من حمل اللاعبين المسؤولية كاملة، وهناك من جلد المسكين بيسيرو وأوقع عليه اللائمة.
لكم شدني المصريون وهم يقارعون رؤوس العالم في كرة القدم ويدكون حصونهم. أمام البرازيل كادوا يطيرون بالتعادل، لولا ضربة الجزاء الظالمة، وأمام إيطاليا بطل العالم السابق قالوا كلمة أظنها جلجلت في روما قبل أن تسمع في قاهرة المعز!، بغض النظر عن الهزيمة المفاجأة أمام الأمريكيين. سألت نفسي أكثر من مرة، كيف وصلوا لذلك وظروفهم أصعب من ظروفنا، وحالهم الكروي مماثل لحالنا؟!، كيف بات النجم المصري ينزل الميدان ويقارع الكبار ويفكر في هزيمتم، بينما نحن لا نزال ندور في فلك المستويات المشرفة وتقليل الأهداف الوالجة في شباكانا رغم المشاركات العالمية الأربع!، لا أعلم ما الفرق بين عصام الحضري ووليد عبدالله! ولا بين أبو تريكة ونور، أو زيدان وياسر ! تدرون ما الفرق؟ الفرق أن الكرة السعودية باتت تفتقد النجوم الحقيقيين، أقولها بكل صراحة. نتفوق على الإمارات ممكن، على الكويت، جائز، على عمان، لم نستطع وهي التي سلبتنا كأس الخليج أخيرا، لكن أن نقارع الكبار فعلياً، بمستويات هكذا فمستحيل.
ليس جلداً للذات لكنها الحقيقة، لسنا كما يجب، هذا كل ما في الحكاية. لم نقدم في هذه التصفيات ما يشفع لنا ابتداءً من اللعب مع الكبار عالميا، دع عنك مجاراتهم.
دعونا نقف وقفة مع الذات، ونكشف أخطائنا كلها، بعيدا عن مشاجب أخرى أرى أنها لا تفيدنا حتى لو تعلقنا بها. منتخباتنا بأكملها بعيدة عن المنافسة محلياً وآسيوياً. فتشوا عن الأسباب، وقفوا على الحلول، وجلها ماثل لكنه في حاجة للتطبيق.
يا جماعة، من لا يستطيع هزيمة كوريا الشمالية المتطورة في أرضه وأمام 70 ألف متفرج، لا أخاله قادراُ إطلاقاً على مقارعة المكسيك أو كرواتيا أو ألمانيا أو فرنسا أو إيطاليا.
تبحثون عن التجارب الناجحة ، هاكم أبطال القاهرة الذين حضروا إفريقياً بشكل قوي وواضح، وهاكم النتيجة. حضور عالمي مشرف، فما الفارق بين الرياض والقاهرة؟!، أترك الإجابة لكم.
نوافذ
يعجبني في الاتحاد الحرية الكاملة للتعبير كما حدث أخيراً في مؤتمر الرئيس المستقيل.
أن ينسحب رجل في قامة اللواء محمد بن داخل من الرئاسة فذاك مؤشر خطير.
سيدفع الهلاليون الثمن غالياً نظير التأخر في حسم بعض الصفقات، بينما الآخرون تتطاير إليهم المواهب.
سيدمر النصراويون والاتحاديون السهلاوي ونايف هزازي إن استمروا في عملية النفخ المبالغ فيها، خصوصا أن الاثنين ما زالا في البداية.
في نهاية العام المقبل ستنكشف الحقائق حول صفقة السهلاوي وحينها لنا حديث آخر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي