لا بكا ينفع ولا شكوى تفيد
أفرطنا في التفاؤل قبل مباراة المنتخب السعودي مع نظيره الشمالي في المباراة المفصلية للتأهل لكأس العالم، واستنفر الشارع الرياضي بأكمله وحضرت الجماهير من كل أنحاء البلاد، رغم أن توقيت المباراة قبل الاختبارات المدرسية النهائية وامتلأ الملعب عن بكرة أبيه ولكن غاب الأخضر ونجومه ومدربه، باستثناء الحارس وليد عبد الله الذي أنقذ مرماه من هدفين محققين، والمدافع العملاق أسامة هوساوي (أبو كلبشة) حيث دافع ببسالة ورجولة عن المرمى السعودي، وكذلك المخضرم حسين عبد الغني، والصقر نايف هزازي.
لم يكن ابناء عطيف عبده وأحمد هما الغائبان الوحيدان عن تشكيلة الأخضر لظروفه بل غاب محمد نور وحضر شبحه فقط وكان يلعب متثاقلا منفعلا وأكثر من اللف والدوران والصراخ في وجه زملائه، أما عبد الله الزوري فقد كان غائب التركيز وانتهت معظم الهجمات عن طريقه قبل أن تبدأ، وعبد الرحمن القحطاني تاه في الملعب ولم يكن يعرف ما هو مطلوب منه، وخالد عزيز كان جيدا فقط في إرجاع الكرات إلى الخلف قبل خروجه، أما الغائب الأكبر فكان ياسر القحطاني الذي يبدو أنه نسي القنص بأنواعه فأضاع الفرص السهلة كما هو الحال في مباراة كوريا الجنوبية بعد أن كان يقنص من أرباعها، محمد الشلهوب كان يلعب باسمه فقط وكثرت تمريراته المقطوعة وكراته العشوائية وافتقد عبد الله شهيل انطلاقاته الجانبية المعهودة.
منذ بداية المباراة كان البطء في اللعب هو السمة الغالبة على أداء الأخضر فيما كان الفريق الكوري يلعب بتكتيك وبانضباط تام وأقفل جميع الطرق المؤدية إلى مرماه ورغم ذلك سنحت لنا فرص كانت كفيلة بإنهاء المباراة ولكن غاب لاعب الحسم الحقيقي.
أما مدربنا بيسيرو وبعد أن قدم مباراتين ولا أروع وفاز على إيران القوي في عقر داره وقدم مباراة كبيرة أمام الإمارات، لكنه عاد وغير أو غيرت قناعاته وأشرك اللاعب غير الجاهز، و لم يوفق في مباراة كوريا الجنوبيه رغم إيجابية النتيجة نسبيا، وفشل في إدارة كوريا الشمالية ولم يستفد من الأرض والجمهور، وكان متوترا على خط الاحتياط، وتوقع الجميع أن يفعل شيئا ولكنه فاجأ الجميع بتغيير محور بمحور أسوأ منه وقام بتغيير عبد الرحمن القحطاني بالغائب عن الملاعب وعن مستواه والاحتياطي في فريقه محمد الشلهوب وبالتأكيد لم يفعل شيئا ثم انتظر حتى الدقيقة 87 وأشرك ناصر الشمراني هداف الدوري السعودي، بعد أن طارت الطيور بأرزاقها!
نقاط ساخنة
* يبدو أن تأثير الطقس كان إيجابيا في الفريق الكوري الشمالي فحرثوا الملعب طولا وعرضا بينما كان لاعبونا ثقيلي الحركة.
* لا يلام ياسر القحطاني في أدائه فقد كان يلعب مباراتين إحداهما لإثبات نفسه من جديد، نتمنى أن يعود لنفسه.
* إذا كان هذا مستوى الأخضر فمن الأفضل ألا نتأهل لكأس العالم حتى لا تعود النتائج الكبيرة بالثمانية والخمسة.
* اللاعب الجاهز هو من يستحق اللعب، ولنا في البرازيل العبرة حيث استبعد مدربه دونجا رونالدينو.
* يجب أن نوجه الشكر لمنتخب كوريا الجنوبيه الذي حقق التعادل مع منتخب إيران ولولا ذلك بعد الله فما كنا قد اكتفينا بالخروج من المجلس (التأهل مباشرة ) بل حتى خرجنا من الملحق! وقدر الله وما شاء فعل.